أظهر استطلاع للرأي أجري في فرنسا، أول أمس الخميس، أن مرشح الرئاسة الاشتراكي فرانسوا هولاند كان أكثر إقناعا من منافسه نيكولا ساركوزي خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت بينهما الأربعاء، وذلك ما يتسق مع استطلاعات سابقة أوضحت تقدم الاشتراكي المتوقع في انتخابات الجولة الثانية غدا المقبل. وكشف الاستطلاع الإلكتروني الذي أجرته مؤسسة ''أل.إتش''2 للأبحاث وشمل 498 شخصا، أن 45 من المشاهدين وجدوا أن هولاند كان أكثر إقناعا في المناظرة التلفزيونية -التي شاهدها نحو 18 مليون ناخب فرنسي من أصل 44.5 مليونا- مقابل 41 للرئيس المنتهية ولايته ساركوزي. وعن تعليقهم عن أداء المرشحين المتساويين في العمر (57 عاما)، قال المشاركون في الاستطلاع إن هولاند كان أكثر لطفا وجدية وإخلاصا من ساركوزي الذي ينتمي إلى يمين الوسط، بينما خلص معلقو التلفزيون الفرنسي إلى أن أداء ساركوزي في المناظرة كان يشبه أداء ''الملاكم''، في حين كان هولاند مثل ''لاعب الجيدو'' يستخدم لفتات ذكية ليخل بتوازن خصمه. وأفاد المستطلعة آراؤهم بأن مواطن القوة في سياسة ساركوزي -الذي يحكم فرنسا منذ العام 2007- هي مواقفه من أوروبا والهجرة والحد من الإنفاق العام وتقليص الدين، إلا أن هولاند كان أكثر إقناعا في مكافحة عدم المساواة الاجتماعية والبطالة والحفاظ على القوة الشرائية وتحسين مستوى التعليم. وفي سياق متصل، تلقى ساركوزي ضربة جديدة مع إعلان فرانسوا بايرو الذي حل خامسا في الجولة الأولى التي أجريت في أفريل الماضي بين عشرة مرشحين، أنه سيصوت لصالح هولاند في جولة الإعادة، لكنه طلب من أنصاره أن يصوتوا لمن يريدون. يأتي ذلك بعد يومين فقط من إعلان الزعيمة اليمينية المتطرفة ماري لوبان -التي حلت في المرتبة الثالثة خلال الجولة الأولى- أنها لن تدعم ساركوزي، وقالت لأنصارها الذين يمثلون نحو خمس الناخبين إنها ستبطل صوتها. من جهتها، قالت زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري، إن المناظرة أكدت استعداد هولاند للقيادة. وأضافت أوبري -التي ينتظر أن تصبح رئيسة للوزراء في حال فوز هولاند- لإذاعة فرانس إنفو ''أعتقد حقا بأن فرنسا وجدت الليلة الماضية رئيسها في شخص فرانسوا هولاند''.