يخوض مساءالأربعاءالرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند مناظرة تلفزيونية وذلك قبل ثلاثة أيام من الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي المقرر يوم 6 ماي الجاري. ولا يزال هولاند يتمتع بأسبقية مريحة على منافسه ساركوزي بحسب استطلاعات الرأي التي تمنحه 53 الى 54% من أصوات الناخبين. كل شي بات جاهزا لإجراء المناظرة السياسية الأربعاء بين المرشحين المؤهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند والتي من المتوقع أن يتابعها حوالي 20 مليون فرنسي عبر شاشات التلفزيون. وكان فرانك لوفريي ممثل مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وايمنييل فالس ممثل المرشح الاشتراكي قد وضعا اللمسات الأخيرة من أجل إنجاح هذا اللقاء واتفقا الاثنين على جميع النقاط التقنية وتلك المتعلقة بالإخراج التلفزيوني في استديو تصل مساحته إلى حوالي 900 متر مربع تقريبا بضاحية "سان سان دوني" قرب باريس. ويكشف الديكور المتفق عليه أن ساركوزي سيجلس على كرسي اليمين وهولاند على كرسي اليسار على طاولة شبه مستديرة طولها 2.5 المتر. وحرص المنظمون على تلبية جميع طلبات المرشحين بالتفصيل. فايمنييل فالس مثلا طلب أن لا تتجاوز درجة الحرارة في الجهة التي يجلس فيها هولاند 19 درجة في حين اقترح فرانك لوفريي تغيير الكراسي بحجة أنها غير مريحة لساركوزي. كما تم أيضا تخصيص قاعتين للانتظار لكل مرشح والفريق الذي سيرافقه مع الحرص أن لا يلتقيا قبل بداية المناظرة. وسيتناول الحوار الذي سيستغرق ساعتين ونصف أربعة محاور رئيسية، الاقتصاد وقضايا المجتمع والسياسة وطريقة إدارة شؤون الدولة والمسائل الدولية. وفي هذا الإطار، قال دافيد بوجداس من قناة "فرانس 2" وأحد المنظمين لهذا الحوار مع لورانس فيراري من القناة الفرنسية الأولى لجريدة " لوبارزيان" أن جودة الحوار ترجع عادة للمرشحين وليس للصحافيين الذين لا يتدخلون كثيرا أثناء المناظرة. وارتفعت وتيرة اللقاءات بين فرق عمل المرشحين ومستشاريهما منذ عدة أيام، ويحاول كل فريق وضع استراتيجية ناجحة تجعل مرشحه في الصدارة من خلال دراسة نقاط ضعف وقوة المنافس الآخر. ويبدو أن الثقة بالنفس هي السائدة في معسكر فرانسوا هولاند حسب أوليفيه فور، وهو مسؤول استطلاعات الرأي في حملة هولاند. ويتوقع أوليفيه فور أن يطرح ساركوزي أسئلة تتعلق "بالسياسة النووية وقرار منح المهاجرين المقيمين شرعيا في فرنسا حق التصويت في الانتخابات المحلية، فضلا عن ملفات أخرى كتوظيف 60 ألف شخص في مجال التربية إلخ". من ناحيته، يرى هولاند أن "مناظرة واحدة لا يمكن أن تنسي الفرنسيين ولاية ساركوزي الفاشلة وكل المشاكل التي تسبب فيها خلال خمس سنوات"، مضيفا أنه "استعد لهذا اللقاء بمفرده ودون أي مدرب أو مستشار خاص". وأضاف برنار كازنوف وهو الناطق الرسمي باسم هولاند أن مرشح الحزب الاشتراكي لا يرغب بجولة مصارعة مع ساركوزي بل بحوار بناء لكي يحافظ على صورة الرجل الذي يجمع بين الفرنسيين ولا يفرقهم والشخص القادر على إخراج البلاد من المحنة الاقتصادية التي تمر بها. ومن نقاط القوة التي يملكها هولاند، تمتعه بروح الدعابة وبالإجابات الدقيقة، إضافة إلى أنه المرشح الأوفر حظا بنيل ثقة الفرنسيين في الجولة الثانية وفق جميع استطلاعات الرأي. أما نقاط ضعفه فتتمثل في كونه لا يرتاح أمام كاميرات التلفزيون. نفس التأهب يسود معسكر نيكولا ساركوزي الذي ينتظر المناظرة بفارغ الصبر حسب مستشاريه الذين أكدوا أن ساركوزي سيستفسر هولاند حول "الغموض" الذي يسود ملفات عديدة، مثل الهجرة واقتراح توظيف 60 ألف شخص رغم الأزمة الاقتصادية والعجز المالي الذي تعاني منهما فرنسا، إضافة إلى سياسية هولاند النووية وحق التصويت الذي يريد منحه للمهاجرين الشرعيين.