حكّ حماري اللعين رأسه وقال باستهزاء واضح: هل تختلف هذه الحملة الانتخابية التي تصدح في كل مكان عن حملة ''عثمان عريوات'' في فلمه كرنفال في دشرة؟ وهل وصل المترشحون لهدفهم كما وصل إليه هو؟ قلت له ضاحكا: أي هدف تتحدث عنه يا حماري، كلها مجرد أكاذيب تصب في إطار الغوغاء والوعود السحرية· نهق نهيقا ساخرا وقال: تقصد جاب الله، الذي يريد أن ينصب نفسه خليفة الله في الأرض ويعد بإنهاء الفقر في سنة واحدة لا أكثر وكأنه يملك عصى موسى؟ قلت: نعم، قال هذا ولكن لا نعرف هل يتكلم عن فقر الشعب أم عن الفقر العائلي، بما أنه رشح كل العائلة للبرلمان فأكيد أن ما سيربحونه من هذه الصفقة السياسية سيقضي على عوزهم· قال وهو يضرب بذيله يمينا ويسارا: هذا النوع من السياسيين يظهرون عجزهم في كل مرة يتكلمون فيها وصار صمتهم أفضل من كلامهم· قلت: تقصد أن جاب الله، الذي يريد أن يكون خليفة الله في الأرض لا يعرف السياسة ولا يجيدها مثل باقي اللاعبين الذين يهرولون في كل اتجاه؟ قال ناهقا: كلهم لا يعرفون، خاصة هؤلاء الذين يمتطون على ظهر الدين للوصول إلى مآربهم مثله ومثل أبو جرة وكل من يستعمل هذا، فقد صدق الشعراوي حينما قال ''أتمنى أن يصل الدين أهل السياسة وألا يصل أهل الدين السياسة''· قلت: لو كان هؤلاء أصحاب ضمير ونخوة ووطنية ويزعمون امتلاكهم لحلول لمشاكل الشعب لن ينتظروا دخول البرلمان أو الحكومة حتى يعطوا أفكارهم ومقترحاتهم ولكن كماهو ظاهر فهم لا يملكون شيئا، مجرد وعود كاذبة من أجل استمالة عواطف الشعب الذي أصبح لا يصدقهم مهما كانت العباءة التي يلبسونها سواء كانت إسلامية أو غيرها· نهق حماري بأسف وقال: فعلا، الوجوه التي تتحرك في الحقل السياسي كلها تؤكد أن النظام يعرف تماما ما يفعل وكلها مؤشرات على بقائه وبقاء الوضع على حاله، فلا أظن أن أمثال هؤلاء من سيكون البديل الذي يعوّل عليه من أجل البناء· قلت: المهلة تكاد تنتهي والشعب ضحك بما فيه الكفاية على النماذج السياسية التي صنعها النظام في مختبراته وبعد النتيجة سوف نرى من سيعيش ومن سيموت ولكن الأكيد أن الشعب وحده هو الباقي·