يبدو أن بلخادم وأخيرا وقع في شر أعماله، وها هو يصرح علنا أن خصومة من اللجنة المركزية استعملوا التزوير من أجل إسقاطه، أليس هذا اعتراف بأنه يدير مملكة من اللصوص وقطاع الطرق؟ نهق حماري نهيقا مستفزا وقال.. أنا شخصيا لم أرتاح لهذا الرجل أبدا، ولم تعجبني يوما أساليبه الملتوية حتى ولو وضع قناعا فيه لحية. قلت ضاحكا.. وهل اللحية رمز للصدق والمصداقية يا حماري؟ قال ساخرا.. هي غطاء يضعه الشخص من أجل تحوير انطباعات البعض. قلت.. المهم أن المعركة اشتدت بينهم واختلفوا كعادتهم على الغنائم، لكن الفرق هذه المرة لم يستعملوا العصي والضرب والجرح والاعتداء كما كانوا، لكن حاولوا ترقية أسلوبهم إلى استعمال القانون. نهق من جديد وهو يضرب حافريه أرضا، لكن بلخادم يصفهم بالمزوّرين، وهذا اعتراف خطير لو كنا في دولة تحترم نفسها. قلت.. وهل السلطة لا تعرف ذلك؟ قال بأسلوب تهكمي، السلطة التي ربت الأفلان في حضنها وقوته حتى تخدم مصالحها وتسير فسادها تعرف كل شيء وتصنع كل شيء أيضا. قلت.. وهي التي جعلت بلخادم يطمع في الرئاسة ويعقد صفقة مع جاب الله كما يقول خصومه؟ قال باستهزاء شديد، بلخادم أول يوم وضع قدمه في رجس السياسة كان طموحه هو الرئاسة وليس شيئا آخر، لذلك تكولس مع السلطة وأفاد واستفاد ولعب على كل الحبال من أجل تحقيق هدفه، ونسي أو تناسى الصفعة التي تلقاها بن فليس التي جعلته يخرج من الباب الضيّق، لذلك لم يكبح جماح طمعه وها أنت ترى ما يجري من شد ومد. قلت.. تقصد أن السلطة تهذبه وتقلم أظافره؟ قال.. لحد الآن يبدو أن السلطة لينة معه ولكن ياويلي أن يحدث ما هو أكثر؟ قلت.. هل تتوقع أن تقسوا عليه أشد مما يحدث له؟ نهق نهيقا مخيفا وقال ما نبتت أغصان الذل إلا على بذر الطمع.