حذر، أمس، أطباء ومختصون في أمراض فقر الدم من الانتشار المهول لأمراض الثلاسيميا في الجزائر، ودعوا وزارة الصحة إلى التدخل العاجل عن طريق وضع آليات وميكانيزمات تحسيسية وتوعوية، وتوفير الإمكانيات المادية للحيلولة دون انتشار هذا المرض الذي يأخذ منحى تصاعديا من سنة إلى أخرى، ويكون الأطفال المولودون من آباء وأمهات بينهما صلة قرابة أكثر عرضة للإصابة بالثلاسيميا· وأكد بوجمعة ميسوم نائب رئيس جمعية فقر الدم ''الحياة'' أن عدد المرضى على المستوى الوطني أو المحلي يبقى مجهولا في ظل غياب أرقام دقيقة وإحصاءات من قبل وزارة الصحة وكذلك الجمعيات، غير أنه لم يخفِ قلقه من انتشار هذا المرض في بلادنا، حيث قدّر عدد المصابين به في حدود 2 بالمائة، كما أن الجمعية قامت بإحصائيات على مستوى 12 ولاية أظهرت وجود 2500 مصاب يتلقون العلاج بصفة متواصلة على مستوى مختلف المستشفيات والعيادات· وأضاف نفس المتحدث خلال ندوة صحفية نشطها، أمس، بمنتدى المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الثلاسيميا المصادف ل 8 ماي من كل سنة، أن هذا المرض يعتبر أحد أمراض فقر الدم المزمنة، غير المعدي والذي ينتقل وراثيا من الوالدين إلى الأبناء بواسطة الجينات، ويسبب فقر الدم نتيجة خلل في الموروثات التي تحكم تصنيع خضاب الدم (الهيموجلوبين) مما يسبب نقصا أو انعدام الهيموجلوبين الطبيعي في كريات الدم الحمراء، ويؤدي إلى هشاشتها وانحلالها وضعف في وظيفتها · من جهتها، أكدت البروفيسور بالهاني مريم المختصة في أمراض الدم بمستشفى بني مسوس أن هذا المرض ينتشر في العالم بدرجات متفاوتة، في حين تكثر الإصابة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط لذلك يطلق عليه فقر دم البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أنها قامت بدراسة سنتي 2005 و2006 على مستوى مستشفى بني مسوس حول انتشار هذا المرض، أظهرت وجود 757 مريض يتلقون العلاج على مستوى هذا المستشفى، في حين تم تسجيل 300 حالة جديدة سنة 2011 على مستوى بني مسوس فقط، مشيرة إلى أن تشخيص هذا المرض ممكن بعد ثلاثة أشهر من الولادة· وطالب في الأخير المتدخلون بتدخل وزارة الصحة لوضع مخطط وطني لإحصاء المصابين بهذا المرض وتجنيد الوسائل المادية الممكنة من أجل توفير المتابعة المستمرة للمرضى في ظل تفاقم أعداد المصابين بهذا المرض وغياب تام لتكفل الدولة بالمصابين رغم الخطورة التي يكتسيها، كما دعوا إلى ضرورة قيام المقبلين على الزواج بفحوصات مدققة خاصة أولئك الذين هم من الأقارب حتى يتجنبوا إصابة أبنائهم بهذا المرض·