كشف مصدر طبي محلي بولاية أم البواقي ل ”الفجر” أن عدد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي بلغ 3200 شخص حتى نهاية العام 2009، مع تسجيل وفاة خمسة أطفال مصابين بهذا المرض خلال العام الماضي من بينهم شقيقين تتراوح أعمارهم ما بين 02 و12 سنة. أصبحت ولاية أم البواقي تعاني مؤخرا من انتشار عدد من الأمراض الوبائية وتزايد في أعداد المصابين بالأمراض المزمنة والأمراض الوراثية. وحسب الدكتور عبد الله القاسمي ”فإن الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي في حالة المواليد من أبوين حاملين لنفس جينات المرض ولا تحدث في حالة كان أحد الأبوين فقط هو الحامل للجين. ورغم أن الكثير من الآباء يلاحظون ظهور المرض لدى الطفل في عمر السنتين، إلا أن الدراسات الطبية تؤكد أن الإصابة تبدأ في الشهر السادس بعد الولادة حين تتبدل الأحماض الأمينية، فحمض الغلوتاميك المحب للماء هو الحمض الطبيعي، لكن حمض الفالين الكاره للماء يحل محله ويجفف الدم من نسبة الماء اللازمة”. وأضاف ذات المتحدث أن ولاية أم البواقي تنعدم بها مرافق طبية متخصصة بأمراض الدم ما عدا مركز واحد؛ ورغم أن فقر الدم بنوعيه المنجلي والثلاسيميا موجودان في الجزائر، إلا أن وزارة الصحة والسكان لا تزال بعيدة عن إصدار قرار باعتماد الفحوصات الطبية كأحد إجراءات الزواج، وهذا ما ضاعف من عدد المصابين بمرض فقر الدم ويضاعف أيضا عدد الحاملين للفيروس. وتفيد مصادر متطابقة عن تاريخ الأمراض في الجزائر أن فقر الدم بدأ بالظهور مع أول دخول للأعراق الإفريقية إلى الوطن، في حين أصاب فقر الدم المنجلي الأجزاء الجنوبية والشرقية، والبحر الأبيض المتوسط أو ما يسمى ب الثلاسيميا الأجزاء الشمالية من الوطن بفعل الزواج بين جزائريين وأوروبيين، كما يُعرف هذا النوع من فقر الدم ب ”كوتي” نسبة لمكتشفه العالم الأمريكي. وتعرّف الدكتورة ريتاج ضيف الله هذا المرض بالقول ”إنه مرض الخلية المنجلية وأحد أمراض الدم الوراثية، يحدث أساسا بين السود، ويؤثر كذلك على جماعات أخرى من شعوب الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، حيث تسبب الخلية المنجلية نوبات دورية تشتمل على ألم مُبرح وحُمى، وفي كثير من الحالات تلف أعضاء الجسم. ويُحتمل أن يصيب كذلك جميع أجزاء الجسم، خاصة العظام والكبد والرئة والطحال، وتؤدي مثل هذه الإصابات أحيانًا إلى السكتة الدماغية والفشل الكلوي والضعف الشديد والموت المفاجئ. كما تحدث معظم الوفيات في مرحلة الطفولة بسبب العدوى أو السكتة الدماغية، ومع ذلك يعيش كثير من الأفراد الذين يحملون هذا المرض من 40 إلى 50 سنة، ويحدث مرض الخلية المنجلية المعروف كذلك بأنيميا الخلية المنجلية نتيجة نقص كريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي”. وتضيف الدكتورة أن ”الأسباب الوراثية لفقر الدم الانحلالي، فقر الدم المنجلي وفقر الدم الوراثي اللذين يؤثران في الجزء الهيموغلوبيني من كريات الدم الحمراء. والهيموجلوبين هو الجزيء الذي يجعل كريات الدم الحمراء قادرة على نقل الأوكسجين. ويمكن أن تشمل بعض النواقص الوراثية غشاء الخلايا كالغطاء الذي يحيط بخلية الدم الحمراء أو الأنزيمات في خلية الدم الحمراء. وكل هذه الأمراض والاعتلالات تنتج كريات الدم الحمراء الشاذة، وهي كريات يمكن تدميرها بشكل أسرع من الكريات العادية”.