إستقبلت منصة ملعب النصر، لليلة الثالثة على التوالي، فرقتين متنافستين في إطار المسابقة المنظمة من قبل المهرجان الثقافي لموسيقى الديوان، سهرة الأحد الماضي، كانت لفناوى البيض، وجمعية أولاد سيدي بلال لغليزان· حاول أعضاء فرقة ''فناوى'' البيض، أن يظهروا تحكما في الديوان، سواء من حيث الكلمات أو الموسيقى، ولهذا الغرض اختاروا أن يقدموا لجمهور بشار الحاضر، بقلة في هذه السهرة، باقة من الأبراج المعروفة، التي باتت محفوظة عن ظهر قلب من قبل محبي الفناوي· فبعد برج ''داوي'' قدم زايدي عيسى ورفاقه، برج ''سدريو'' ثم ''نابيا'' و''بابا بودربالة''، مستعينين بالقرقابو والفمبري كآلتين أساسيتين في شغلهم· إلا أن ''فناوى البيض''، لم يستغلوا الأربعين دقيقة التي منحتها إياهم لجنة التحكيم، ليفجروا الطاقة الكامنة في داخلهم، علما أن معدل عمر الفرقة يتراوح بين 20 و30 سنة· إلا أن الحيوية والنشاط كانت تنقص عرضهم، فخيّمت الرتابة على أدائهم· كاد الجمهور يفقد صبره بعد مرور المنافس الأول، الذي لم يبعث فيهم الحماس، ولم ينسهم برودة الطقس، المفاجأة التي خيمت على ولاية بشار، فجاءت جمعية أولاد سيدي بلال لولاية غليزان لتحرك أجسادهم المتصلبة، وتدريجيا نجح المعلم بعامرية محمد وأبنائه، إضافة إلى عمي الهادي صديق العائلة، في جلب أسماع الجمهور المبعثر بين مدرجات الملعب وأرضيته المغبرة· ميزة فرقة سيدي بلال الغليزانية، التنظيم أولا، فهي مجموعة تصغي لبعضها البعض، ما مكنها من التنسيق في العزف وترديد الأغاني، ناهيك عن تقارب الأصوات· إستهلت فرقة بعامرية برنامجها ببرج ''سيو برمة'' كمدخل يثير اهتمام المتلقي، وعلى وقع الطبل انتقل الجمع إلى ''بوري'' ثم الصلاة على النبي الحبيب، ليفسحوا المجال إلى المعلم عبد القادر بن حدة، عازف فمبري ملفت للانتباه، دقيق في مغازلة خيوط هذه الآلة، رغم أنه لا ينتمي إلى الفناوى عائليا· وقد ساهم عبد القادر بقسط وفير في الرفع من حظوظ الفرقة في اعتلاء المراتب الأولى· وهكذا استمر عرضهم بين ''حمو'' و''سيدي بوبكر'' و''سيدي بلال''··· أبراج تحاكي الجانب الروحي للفناوي المتمسك برموزه الإسلامية·