يعرف الوشال في جميع مناطق الجزائرمنذ القدم، ومستعمل في الأوساط الريفية، كما في الأوساط الحضرية، بجميع أشكاله وزينته المميزة، التي جعلت منه موضوع ''ذات تنوع شامل''، إذ يعتبر الوشال من العناصر النسوية المرتبطة بالتقاليد والعادات، ترتديه المرأة حتى تضل متميزة. أبرزت محافظة المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية راضية دريسي، مساء أول أمس، بقصر رياس البحر، خلال تنشيطها لمحاضرة حول الوشال الجزائري، بأن كلمة الوشال هي كلمة جديدة وجدت في قاموسي ''لاروس وروبار'' في فترة ,1845 وتعود جذورها إلى أصول هندية، مضيفة أن الوشال نوع من الملابس يستعمله كلا من الجنسين، في الجزء الأعلى من الجسم، بحيث تضعه المرأة على كتفيها، بينما يضعه الرجل على جانبه الأيسر، ويختلف الطرز في الوشال بين المرأة والرجل، وتطرقت راضية دريسي، في معرض حديثها، عن تاريخ الوشال، الذي قالت بأنه كان موجودا في حضارات ما قبل التاريخ، حيث كان يستعمل بغرض الحماية من آثار الطبيعة، ووجدناه أيضا في كل الحضارات القديمة، بما فيها الحضارة العثمانية، الفينيقية واليونانية، وكل حضارة يميزها وشالها الخاص بها من ناحية الطرز والموديلات. وفي نفس السياق، قدمت راضية دريسي، للحضور الذي كان من بينهم عارضات من إسبانيا والسينغال، نماذج للوشال الجزائري، مركزة في ذلك على نوعين وهما، أولا ''العبروق'' في العاصمة، الذي قالت بأن العروس تستعمله في ليلة ''الحناء''، وثانيا إلى ''البخنوق'' وهو نموذج معروف على الساحة الصحراوية في الوادي و توقرت، كما تحدثت راضية دريسي، أيضا عن وشال المرأة في بلاد القبائل والمعروف ب ''تحرمت''، الذي قالت بأنه متنوع بألوانه وأشكاله المتعددة. للإشارة، تندرج هذه المحاضرة ضمن برنامج المهرجان الوطني الثالث للإبداع النسوي، الذي يقترح بدوره ترقية أعمال المبدعات الجزائريات، من أجل دعم دمجهن في الإنتاج الثقافي للبلاد.