بشعار ''الأناقة دائما''، يعود المهرجان الوطني لإبداعات المرأة في نسخته الثالثة، ليواصل مهمة تثمين إبداعات الفنانات الجزائريات وترقية أعمالهن، بهدف إدماجهن في عملية الإنتاج الثقافي الوطني وفي المبادلات الدولية كذلك، وبعد فني النسيج والتطريز في الدورتين السابقتين، اختار المنظّمون ترقية الإبداع النسوي، من خلال مختلف لوازم وزركشات الفساتين في هذه الدورة المرتقبة من 23 إلى 30 ماي الجاري بقصر ''رياس البحر'' بالجزائر العاصمة. خصّص المهرجان لهذه الدورة برنامجا مكثّفا من أجل الاحتفاء بخيال النساء وإبداعهن ومهارتهن من غير مناسبة اليوم العالمي للمرأة، وستلقي الفعالية الضوء على فن التفصيل بنوعيه المنفرد والمندمج في مجموعة، الذي يساهم بشكل كبير في صنع الجمال، بالإضافة إلى الحلي، وكذا فن تصفيف الشعر، إلى جانب لواحقها من الأكسسورات كالحقائب والأحزمة والشالات، وكلّها فنون مستوحاة من إرث جمالي ضارب في القدم، صقلته الروافد الجهوية المتعدّدة، وتؤكّد مجدّدا على دور النساء الجزائريات كحاميات وناقلات للتراث الوطني. وسيكون المهرجان فضاء إبداعيا بامتياز منسجما مع حركة تجديد مستمرة للأشكال والمعادن، وقد أنشئت التظاهرة لتشجيع وإبراز الإبداع النسائي ومتابعة تطوّره المستمر من سنة إلى أخرى، وستتاح الفرصة لأكثر من 35 مبدعة أتين من مختلف أنحاء الوطن، لعرض أعمالهن في قصر ''رياس البحر''، سيتنافسن على نيل ثلاث جوائز تحت أعين لجنة تحكيم متكوّنة من أخصائيين، لمكافأة أهمّ الأعمال، بما يساعد على ترسيخ الإبداع النسائي بشكل خاص. وسجّلت الدورة السابقة مشاركة 25 مبدعة جزائرية ومشاركة من ايطاليا، تركيا وبوركينا فاسو، وبالنسبة لهذه السنة ستتدعم المشاركة أيضا بحضور مبدعات من اسبانيا والسينغال ولمدة ثمانية أيام، ستتخلّلها عروض موسيقية وورشات عروض حية ونشاطات متنوّعة، ستكون على شرف الجمهور ليستمتع بمهارات الجزائريات المتنوّعة. ويتضمّن برنامج المهرجان تنظيم ورشات يوميا، حيث ستعكف المبدعات في باحات ''قصر الرياس'' على تنشيط ورشات تجريبية وتدريبية في مختلف الفنون والمهارات، وبالخصوص في مجال الصياغة والرسم على الحرير والوشم بالحناء. إلى جانب ذلك، سيتمّ تقديم ثلاث محاضرات مهمة، الأولى يوم السبت 26 ماي حول ''الوشال بين الهيبة والتميّز'' للسيدة راضية دريسي محافظة بالمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، والمحاضرة الثانية تلقيها يوم الأحد 27 ماي المهندسة المعمارية والأستاذة بقسم الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة، سليمة مازري، حول ''اللباس، السكن: بشرة حساسة''، والمحاضرة الأخيرة تقدّمها مبدعتان من اسبانيا يوم الثلاثاء 29 ماي. وينتظر أن تشرف وزير الثقافة، السيدة خليدة تومي، على افتتاح المهرجان هذا الأربعاء بقصر ''رياس البحر'' على وقع أنغام الزرنة العاصمية، ويفتح أبوابه للجمهور بداية من الخميس من العاشرة صباحا إلى السادسة مساء لزيارة المعارض الموسومة ب''على خطى إرث رائع.. رحلة إلى فضاء لا محدود من الإبداع''، ومعرض ''إطلالة على العالم المتوسطي والإفريقي لاكتشاف إلهاماتنا المتبادلة''، كما سيتم إحياء سهرة فنية فريدة مع الفنانة مريم بن علال من تلمسان رفقة جوقها الموسيقي في فضاء السطح الأحمر لقصر الرياس، وسيخصّص اليوم الأخير من المهرجان لبيع المنتجات، وستختتم الفعالية بقصر الثقافة ''مفدي زكريا'' يوم 30 ماي بسهرة ''حنيناية'' لتكشف من خلالها عادات وتقاليد الحناء في الزواج عبر خمس مناطق مختلفة من الوطن، يتبعها حفل تحييه فرقة العيساوة من مدينة قسنطينة.