يبدو أن السلطة لن تجعل الأحزاب تفرح بغنائمها السياسية بسبب النيران التي تشتعل في كل منها التي تطورت من جديد إلى البلطجة والتشابك بالأيادي... نهق حماري التعيس وهو يضع رجلا على رجل ويمروح بجريدة من الحرارة، الغريب أن الهوجة الداخلية للأحزاب وكل هذا العصيان جاء في توقيت غريب، دائما وقبل التحضير لأي عملية سياسية تظهر هذه الممارسات التي تؤكد لنا مستوى المهرجين السياسيين. قلت.. الأفلان ما يزال بين الكر والفر ولعبة الأيادي الخفية التي تريد إسقاط الزعيم من أجل مواصلة النهب السياسي عوض النضال السياسي، والأرندي أيضا يبدو أن نورية حفصي ومن معها يريدون خرز شوكة في حلق أويحيى حتى يفسح المجال لآخرين لمواصلة العبث السياسي أيضا عوض النضال السياسي، وحتى الأفافاس يريد أن يهد المعبد على آيت أحمد الذي هرم وشاخ. ضرب حماري الأرض بحافريه وقال.. هذا هو مستوى الممارسة السياسية التي توظف مثل هؤلاء حتى يشطحون وينطحون في مجالها، وتخاف أن تعطي الفرصة لمن يعرف أصول السياسة التي تبيح كل شيء سوى البلطجة. قلت ساخرا.. أنت تهذي يا حماري.. البلطجة هي أول درس يتعلمه السياسي عندنا، حتى يستطيع أن يكوّن عضلات سياسية تفيده في وقت الضيق، أما سياسة المتحضرين التي تتكلم عنها أنت فلا تصلح في بلد يعتمد ''الراي راي'' للوصول إلى مآربه. قال حماري بحزن.. عندما ترى مستوى التمثيل السياسي في أوروبا تبكي من شدة الرقي والإلمام بقواعد اللعبة السياسية التي تعتمد على الذكاء والبرامج وطرح الأفكار التي تدفع بالدولة إلى الأمام.. أما عندنا فليس هناك ما يجعلك تفكر ولو للحظة أنك تحظى بمستوى هؤلاء خاصة عندما تشاهد معارك الأيادي التي أصبحت موضة السياسة عندنا. قلت.. المقارنة في حد ذاتها غير ممكنة، لأن فرنسا مثلا لا يمكن أن تقبل بأي شكل من الأشكال بمستوى مناضلات أو مناضلي الأفلان أو الأرندي أو غيرها من الأحزاب الأخرى لأنهم لا يعرفون حتى أبجديات العمل السياسي فما بالك بالنضال السياسي أو الحزبي. نهق نهيقا مستفزا وقال.. هؤلاء لا يصلحون سوى في الجزائر لأن سلطتها جعلت منهم وعلى علمها بهم هم من يسيرون البلد وهم من يحكمون السياسة من خناقها وهم وحدهم من يتقنون لعبة العراك والشد والجذب والشتم والسب... وغيرها من المصطلحات البذئية.