رأيت فيما ترى الحالمة أن الجو كان حارا بل شديد الحرارة فأغرتني فكرة الذهاب إلى البحر لأضرب عومة أولى في هذا الشهر المبارك بحرارته·· وبالفعل تلفنت إلى صديقتي عزة، وأعجبتها هي الأخرى فكرة الذهاب إلى البحر·· فحملت أغراضي والمايو واتجهت إلى دار صديقتي عزة، وحملنا ما يكفي من الأكل واتكلنا على الله·· ربما تسألونني لماذا فكرت في صديقتي عزة، ببساطة لأنها ابنة مسؤول سابق، ولها بطاقة الدخول إلى قصر الصنوبر·· لكن ذلك لا يعني أني كنت انتهازية، فعزة عزيزة على قلبي ولا أريد أن أقضي الوقت الممتع والمسلي إلا معها··· لا·· علينا·· وقفنا للحظة أمام الجدارمية·· ابتسم لي أحدهما·· وراح ينظر إلى صدري، لكن نظرة مني جعلته يخر صامتا·· ووجدنا الشاطئ مليئا وغاصا بالمسؤولين والنساء الشخصيات وغير الشخصيات·· وبصراحة فوجئت عندما رأيت كل من أويحيى يسبح وهو يرتدي مايو أزرق، وبلخادم وهو يرتدي نصف سروال أسود، ولويزة حنون وهي تغطس مثل سمكة من أعلى الروشي، وبوتفليقة وهو مستلقي على ظهره تحت شمسية بيضاء وخليدة وهي تبرونزي تحت أشعة الشمس الحمراء وعلى عينيها نظارة سوداء·· وجاب الله وهو يداعب حفصة بنت الراند وهي تكاد لا تصدق وسلطاني وهو يغطس كالدنفيل في ماء البحر البارد·· ثم فجأة رأيت عسكري منتفخ الكرش يقف في الأعلى ويضع في فمه صفارة، يحرس كل من يعومون·· قلت لصديقتي عزة، من هذا··؟! قالت إنه حارس الشاطئ الأمين·