حجزت مصالح مراقبة الجودة والنوعية بقسنطينة، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان، أزيد من 6000 لتر من المشروبات الغازية أظهرت التحاليل التي أجريت عليها احتواءها على نسبة عالية من مادة ''السيكلاماط'' المسببة للسرطان، التي أصبح المنتجون يستعملونها في صنع المشروبات الغازية عوضا عن السكر بسبب ارتفاع أسعاره في السوق· فتحت الزيادة في أسعار بعض المواد الأولية التي تدخل في إنتاج المشروبات الغازية، المجال واسعا أمام بعض الصناعيين المنتجين الذين أصبحوا يستعملون موادا خطيرة في إنتاجها من بينها مادة ''السيكلاماط'' المسببة للسرطان، والتي أصبحت تستعمل بشكل واسع وكبير معوّضة السكر الذي ارتفعت أسعاره في السوق، مهددة هامش ربح الصناعيين، خاصة وأن اللتر الواحد من المشروب الغازي يتطلب استعمال 85% من السكر أي ما يعادل تكلفة إنتاج تتراوح بين 7 و9 دنانير في كل لتر عجز المنتجين عن تحمّل خسارتها بعد أن كانت في السابق تقدر ب 4 دنانير في اللتر، في حين تستقر تكلفة الإنتاج عند استعمال البديل عن السكر عند ال 3 دنانير في اللتر، الشيء الذي أسال لعاب المنتجين الذين يبيع أزيد من 900 منهم على المستوى الوطني من أصل 1400 مشروبات وعصائر خطيرة وغير صالحة للاستهلاك لأزيد من 35 مليون جزائري يستهلكون يوميا ملايين اللترات من المشروبات التي عوض الاستمتاع بتناولها والتلذذ بشربها أصبحت تأتي على صحة مستهلكها، هذا ما جاء على لسان مصدر مسؤول بإتحاد التجار والحرفيين لولاية قسنطينة في تصريح ل''الجزائر نيوز''، وأضاف قائلا بأن الممارسات غير القانونية والتجاوزات الخطيرة للمنتجين تهدد وبشكل كبير صحة المستهلك، ولذا صار من الواجب التكثيف من عمليات المراقبة وإخضاع المشروبات والعصائر للتحليل داخل المصانع قبل توزيعها على الباعة في الأسواق· وأوضح المصدر ذاته أن السبب في تفشي الظاهرة في الجزائر عكس باقي الدول، يعود إلى غياب الرقابة الصارمة وعدم اعتماد قوانين ردعية تحد من ممارسة مثل هذه التصرفات، مستدلا في السياق ذاته بحالة مصنعين لإنتاج المشروبات الغازية بقسنطينة تم توقيفهما عن العمل بعد اكتشاف استعمال صاحبيهما لمادة ''السيكلاماط'' في إنتاج المشروبات وعادا للنشاط في أقل من شهر، بينما أظهرت التحاليل التي أجريت على المشروبات المحجوزة مؤخرا أن بعضها تابع لهما· أمراض خطيرة ومستعصية تسببها المشروبات الغازية خاصة المغشوشة منها إذا كانت المشروبات الغازية والعصائر المغشوشة تسبب لمستهلكها السرطان، العادية منها كذلك لها تبعات صحية خطيرة، حيث أنها تسبب البدانة بالنظر لما تحتويه من سعرات حرارية عالية وتسوس الأسنان بسبب الأحماض عالية التركيز، كما أن الكافيين الموجودة فيها يحدث وبصفة لا شعورية إدمان على المشروبات واستهلاكها الواسع يفسد التوازن الكيميائي العصبي للمخ، وتسبب أيضا تأثيرا سلبيا على امتصاص الحديد، مسببة بذلك فقر الدم الذي يعتبر من المشكلات الصحية المنتشرة بين الأطفال والمراهقين، وتسبب لهم ضعفا عاما في الصحة وقلة في النشاط ونقصا في الشهية، كما يؤدي الاستهلاك الواسع للمشروبات الغازية إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية وزيادة الهرمونات في الدم مما قد يسبب التهابات وتقرحات للمعدة، كما يعمل على إضعاف ضغط الصمام المرئي السفلي والذي بدوره يؤدي إلى ارتداد الطعام والأحماض داخل المعدة إلى المريء مسببا الألم والالتهاب· هذا، وتشير آخر الدراسات العلمية كذلك إلى أن المشروبات الغازية تتسبب في ضعف العظام بسبب مادة الفوسفور التي تعتبر مكونا أساسيا في المشروبات الغازية، ويؤدي إلى استنزاف مخزون الكالسيوم من العظام وضعفها خاصة في سن المراهقة مما يجعلها أكثر عرضة للكسر· كما يوجد في المشروبات الغازية كذلك ما يعادل 10 ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين (ب) والذي يؤدي نقصه إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والكآبة والتشنجات العضلية· وبينما لا توفر المشروبات الغازية أي فائدة غذائية للجسم، فهي تحتوي كذلك على غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم، وذلك عند تناولها مع الطعام أو بعده، وتؤدي إلى إلغاء دور الأنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة، وبالتالي عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام·