يُعد شهر رمضان الكريم أجمل المناسبات التي يحتفل بها المسلمون حول العالم. فالكثير من العائلات تستعد لاستقباله والترحيب به أسابيع طويلة قبل قدومه، بنوع من الحماس الذي يدفع خاصة ربات البيوت، إلى التحضير له، وانتظاره بشوق. وتنعكس واحدة من تلك العادات الجميلة في اقتناء أوان جديدة للبيت ليس للحاجة إلى ذلك غالبا، وإنما كنوع من الزينة لاستقبال هذا الضيف، والفأل الحسن؛ لإعطاء لمسة خاصة لأجواء البيت في تلك المناسبة، والخروج عن كلاسيكية ما هو متوفر في المطبخ أو غرفة المعيشة وبين الطاولة والأواني "العادية" التي تخصَّص للاستعمالات اليومية. يُعد ديكور المائدة وتزيينها للزوج والأطفال، من أكثر ما يستهوي ربة البيت خلال رمضان، التي تحاول جعل المائدة تليق بمقام الشهر الكريم، من خلال ما تحمله من أوان جميلة، ومتميزة عن باقي الأيام. وأكثر ما يزيدها جمالا الأطقم المتناسقة بين الألوان والتفاصيل. وأصبح "الديكور" عالَما قائما بذاته؛ إذ يهتم كثير من دُور تصميم الأواني، بتفاصيل تلك القطع التي تزيّنها بمواد راقية كالخزف والسيراميك، وحتى الكريستال. ويتخصص كثير من تلك الدُّور في هذا المجال بتزيين المائدة، وإعطاء طابع مختلف في كل مرة؛ من خلال عرض صور وفيديوهات لتلك التصاميم، التي أصبحت تثير اهتمام من يحاولن إعطاء لمستهن الخاصة. وتعجّ أسواق العاصمة، منذ أيام، بأفواج النساء الباحثات عن ديكور مناسب للشهر الفضيل من حيث الألوان التي تتماشى مع ما لديهن من قطع. وقد لمست "المساء" منافسة شديدة بين المحلات في عرض الأواني الجديدة؛ استعدادا للشهر الفضيل، خاصة بعد أن أصبح التاجر يدرك التصرفات الاستباقية للعائلات في التحضير لمناسبة معيّنة، تُعد فرصة جيدة لطرح ما لديه من سلع قبل أسابيع طويلة من العيد. وفي جولة قادت "المساء" إلى أحد أشهر الأسواق الشعبية بالعاصمة؛ سوق بلوزداد، والذي يُعرف أيضا ب«مارشي12" أي سوق 12 الذي كان في وقت مضى، يتوقف فيه الباعة على الساعة 12، ما جعله يحمل ذلك الاسم، في تقليد لايزال البعض يعمل به إلى حد الآن، خاصة الذين يحطون بضاعتهم في السوق في ساعة مبكرة من اليوم، لاحظنا حركة لا مثيل لها تزامنت ونهاية الأسبوع. نساء متجولات رفقة أطفالهن في مسارات ذهاب وإياب بين تلك المحلات؛ بحثا عن ضالتهن. وأجمع من حدّثتهن "المساء" على أنهن في رحلة بحث عن أوان معيّنة بذاتها. والهدف من ذلك التقليد ليس إعادة تجديد ما بالبيت وإنما طريقة لاستقبال الشهر الفضيل بقطع جديدة؛ لتغيير الديكور "العادي" ، وإعطاء لمسة خاصة بتلك الأجواء الجميلة خلال شهر الصيام. وأكدت أخريات أنهن لا يكتفين باقتناء قطع للمطبخ أو طقم أكل أو أوان من صحون أو كؤوس، أو غير ذلك، وإنما يبحثن عن أفرشة، وأغطية الموائد، لتزيين الصالون، وغرفة المعيشة، وحتى فوانيس ومزهريات، وغيرها من القطع التي تضفي لمسة الدفء في الغرفة، وتزيدها جمالا خلال هذه المناسبة. وعن أسعار تلك الأواني أوضح عدد من الباعة في حديثهم إلى "المساء"، أنها تنافسية، وهي في متناول الأسرة الجزائرية البسيطة، إلا أنه عادة ما يتم عرض أوانيَ مرتفعة السعر نسبيا؛ لكونها ذات نوعية جيدة، ومصدرها إيطاليا أو ألمانيا، وأيضا خزف الصين. وأكثر ما تم عرضه أطقم الطعام، وأواني الطبخ، خصوصا قوالب الفرن الخاصة بغراتان وغيره، إلى جانب أواني طبخ مصنوعة من "حديد الزهر" أو ما يُعرف ب "فانت"، الذي يتميز بثقل وزنه. وميزته أنه ينشر الحرارة بالتساوي عبر القدر، ويحتفظ بالحرارة لفترة طويلة؛ ما يعطي طبخا جيدا، وأكلا لذيذا، وصحيا على عكس باقي الأواني الحديدية.