عبّر عدد من الناشرين الجزائريين عن إمكانية التفكير في خيار مقاطعة الطبعة ال 14 من الصالون الدولي للكتاب بسبب ما أسموه بفضيحة تغيير مكان تنظيمه إلى المركب الأولمبي 5 جويلية بعد ما كان من المقرر كالعادة تنظيمه بقصر المعارض ''السافكس''، محمّلين وزيرة الثقافة مسؤولية ما يحدث من تجاوزات في تنظيم الصالون الذي لم يبق على انطلاقه إلا شهر واحد· أوضح عدد من الناشرين الجزائريين في اتصال مع ''الجزائر نيوز'' عن تذمرهم الشديد من قرار تحويل تنظيم الطبعة ال 14 من الصالون الدولي للكتاب إلى المركب الأولمبي 5 جويلية، حيث سينظم داخل خيمة بمساحة 13 ألف متر مربع حسب هؤلاء، وقبل وصف القرار ب ''الفضيحة'' استنكروا الطريقة التي تم بها بشكل انفرادي من محافظة الصالون التي يرأسها مدير دار القصبة اسماعين أمزيان الذي أعلن في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام أن القرار قد اتخذ رسميا، وأنه مدروس لاستقبال أكبر قدر من الزوار، لأن المكان يقع بالقرب من عدد من الكليات والمعاهد· وأوضح الناشرون أنهم يبحثون كل السبل لإنقاذ الطبعة ال 14 من الصالون مما أسموه ''المهزلة''، وذلك بعد مراسلة وزيرة الثقافة لمرتين على التوالي دون تلقي أي رد منها، وأشاروا إلى أنهم سيراسلون الوزير الأول وكذا رئيس الجمهورية للتدخل قبل فوات الأوان· وكان رئيس النقابة الوطنية للناشرين فيصل هومة، قد أعلن في الندوة الصحفية التي عقدها قبل أسبوعين بإتحاد الكتاب الجزائريين، أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه ب ''الديكتاتورية والانفرادية'' التي يسير بها محافظ الصالون اسماعين أمزيان لشؤون التنظيم رافضا استبعاد النقابة من التنظيم وهي شريك أساسي فيه حسب القانون· كما أشار هومة إلى أن تعيين اسماعين أمزيان على رأس محافظة المعرض الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشر خوله بعض المسؤوليات التي قلصت المساحة المخصصة للنقابة في المعرض من 54 مترا مربعا إلى 12 مترا مربعا فقط، واعتبر ذلك ''حفرة'' وقطيعة مباشرة للنقابة قبل أن يكشف أن المحافظ الجديد للمعرض والرئيس السابق للنقابة لا يرد على اتصالات أعضاء النقابة بمكتبها الجديد، كما أكد بأن النقابة تتلقى مكالمات من طرف دور نشر عربية وأجنبية حول المعرض والمعلومات التي تخصه والتي تجهل عنها النقابة أية تفاصيل، وأكد بأن هناك ''تعطيل'' في طريقة تسيير المعرض· ودعا هومة في السياق ذاته وزيرة الثقافة إلى الاستماع إلى طلبات النقابة والاستماع إلى جميع الأطراف، دون إقصاء أو تهميش· وحسب نائب رئيس النقابة الوطنية للناشرين أحمد ماضي، فإن الناشرين الجزائريين سيرفعون جملة من المطالب في مقدمتها إلغاء قرار تحويل مكان الصالون الدولي للكتاب إلى المركب الأولمبي وعودته إلى قصر المعارض، وإشراك النقابة الوطنية للناشرين في كامل شؤون التنظيم، إلى جانب تنحية المحافظ اسماعين أمزيان من على رأس المحافظة للحد من الاختلالات التي تحدث منذ تولية مسؤولية الصالون· أحمد ماضي، استنكر في هذا الصدد، الحجج المقدمة من أجل تغيير مكان تنظيم الصالون، مؤكدا أن حجة ارتفاع سعر كراء مساحات العرض في ''السافكس'' لا أساس لها من الصحة، وأنها ما زالت كما كانت عليه العام الماضي، وأشار المتحدث ذاته أن عددا مهما من الناشرين المغاربيين والعرب اتصلوا به للاستفسار عن هذا القرار المفاجئ والذي جاء في وقت قد حجز فيه بعض الناشرين من الخارج غرفا في فندق ''الهلتون'' وكذا ''الماركير'' على اعتبار أن الصالون في قصر المعارض، وهو ما تشير إليه الاتفاقية المبرمة بين الناشرين المشاركين وإدارة الصالون، وقبل أن يؤكد بأن ما يحدث هو خرق واضح للقانون لم يستبعد اللجوء إلى القضاء، كما دق ناقوس خطر مقاطعة هؤلاء الناشرين لأكبر تظاهرة ثقافية للكتاب، وشدد على أهمية تدخل السلطات لوقف هذه القرارات الارتجالية التي تضر بسمعة الجزائر بالدرجة الأولى·