بات إلغاء الطبعة الرابعة عشر من صالون الجزائر الدولي للكتاب وشيكا بالنظر إلى انسداد الأوضاع بين الناشرين الجزائريين ومحافظة المعرض التي لن تتراجع عن قرار تغيير مكان التظاهرة، في حين ترفض ''السنال'' و''أسيبال'' مغادرة بقصر المعارض. هاجمت راضية عابد، رئيسة نقابة مهنيي الكتاب أمس، قرار تحويل تنظيم صالون الجزائر الدولي للكتاب من قصر المعارض إلى مركب 5 جويلية، وقالت إن الناشرين لن يتنازلوا عن ''سافكس'' مطالبة السلطات العليا بالتدخل لإنقاذ المعرض. وقد خيم جو من الفوضى وعدم التنظيم في الندوة الصحفية التي عقدتها رئيسة ''أسيبال'' في دار الصحافة طاهر جاووت، حيث كان مقررا أن تنعقد الندوة في قاعة المحاضرات ليتفاجأ الإعلاميون بحشرهم في قاعة تحرير ضيقة جدا تابعة لإحدى الصحف. وتلت صاحبة ''منشورات سيديا'' بلغة ''موليير'' نص البيان المشترك الذي وقعته ''أسيبال'' والنقابة الوطنية لناشري الكتاب. حيث أكدت هنا أن الجدل الدائر حول الطبعة الرابعة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب يثير غموضا وتساؤلات لدى الناشرين الأجانب الراغبين في المشاركة إذ أن ''هؤلاء الناشرين لا يدرون لحد الساعة أين سيعرضون كتبهم، وستدفعهم هذه الفوضى إلى مقاطعة الصالون عوض المغامرة بكتبهم''، قبل أن تضيف بأن ''الطبعات السابقة للصالون بداية من 2001، أقيمت كلها في قصر المعارض الذي يعتبر المكان الطبيعي لها، وكانت تلك الطبعات تتحسن من سنة لأخرى، في حين أن طبعة 2009تسير نحو الإلغاء بسبب تحويل إقامة الصالون إلى مركب 5 جويلية'' معتبرة قرار التحويل الذي أعلنت عنه محافظة الصالون في وقت متأخر جدا ''لا يرقى إلى مستوى ما كان موجود في سافكس''. وأكدت عابد في هذا السياق أن قرار نقل الطبعة لم يعلم به الناشرون الجزائريون إلا عبر وسائل الإعلام حيث أن المحافظة ''تتفاوض لوحدها دون أن تعلم الناشرين بمستجدات التحضير''، كما لم ترسل إليهم أي وثيقة من طرف القائمين على هذه التظاهرة لاستشارتهم في قرار تغيير مكان المعرض. وأمام هذا الوضع، قالت المتحدثة إن الناشرين الجزائريين يطالبون بالعودة إلى قصر المعارض ''لن نشارك إلا إذا وجدنا نفس الظروف التي يوفرها قصر المعارض في مركب 5 جويلية، وطبعا هذا مستحيل، وعليه لن نغامر بكتبنا في المركب الأولمبي''، قبل أن تؤكد بأن ''الناشرين لن يتنازلوا عن مطلب تنظيم الصالون في سافكس مهما كان الأمر رغم قول أمزيان إن قرار النقل لا رجعة فيه''. كما استغربت عابد قرار المحافظة المفاجئ الذي عللته ب''توقف المفاوضات مع سافكس التي فرضت شروطا تعجيزية'' رغم موافقة إدارة قصر المعارض على دخول أطراف للوساطة بينهما، كما جاء على لسانها. على صعيد آخر، قالت راضية عابد إن الناشرين كانوا دوما شركاء أساسيين في تحضير وإقامة الصالون ''ومن غير المعقول الآن عدم إشراك أي عضو من السنال أو أسيبال في تحضير الطبعة الرابعة عشر''، معتبرة أن ''تجاهل المحافظة للناشرين يمس سمعة التظاهرة وينقل الصالون من صبغته الدولية إلى حدث محلي لا معنى له''. وكان إسماعيل أمزيان، محافظ الطبعة الرابعة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب التي تنظم من 27أكتوبر إلى 6 نوفمبر القادم، قد اتخذ قرارا بتحويل مكان تنظيم التظاهرة من قصر المعارض ''سافكس'' بالصنوبر البحري في العاصمة، إلى مركب 5 جويلية، الأمر الذي اعتبر القطرة التي أفاضت كأس الصراع بين نقابة الناشرين والمحافظ أمزيان الذي أطيح به من على رأس النقابة في الانتخابات الأخيرة. وفي الوقت الذي يقول الناشرون إن قرار التحويل ''تعسفي وسينسف الصالون بالنظر إلى خطر سقوط الأمطار ومقاطعة المواطنين''، يعتبر أمزيان أن ''قرار النقل عادي جدا، وهو من صلاحيات المحافظة، كما أن نجاح الصالون يكمن في التنظيم الجيد وليس في المكان''، مؤكدا على أن هذا التغيير ''فرضه انسداد المفاوضات بين المحافظة وإدارة قصر المعارض''. في حين لم يمانع بعض الناشرين من تغيير المكان معتبرين الأمر من باب ''التغيير''.