شهدت تعليمة مديرية التجارة بتيزي وزو، في أولى أيام شهر رمضان والمتمثلة في منع تغيير طبيعة النشاط التجاري خلال هذا الشهر، خروقات بالجملة من طرف أصحاب المحلات التجارية، حيث تحولت مختلف هذه المحلات على غرار المقاهي، المطاعم وكذا محلات الأكل الخفيف إلى فضاءات لبيع الزلابية وقلب اللوز وكذا الحلويات. ضرب تجار تيزي وزو تحذيرات مديرية التجارة المتمثلة في منع تغيير طبيعة النشاط التجاري خلال شهر الصيام بعرض الحائط، هذا بالرغم من شدة العقوبات التي قد تترتب عن ذلك والتي أقرتها قد تصل إلى شهرين كمدة غلق للمحل ما بعد رمضان على عدم التقيد بتعليمات المديرية. حيث لم تجد هذه القرارات مكانة لدى تجار الولاية الذين تهافتوا ومع بداية هذا الشهر على تغيير نشاطهم التجاري الذي تعوّدوا على ممارسته والتخصص فيه على امتداد 11 شهرا كاملا، حيث تحولت مختلف المحلات التي كانت في السابق عبارة عن مقاهي وكذا مطاعم ومحلات أكل الخفيف إلى محلات لصناعة وبيع الزلابية وقلب اللوز والخبز والمواد الأخرى التي يتلذذ عليها المواطنون طيلة هذا الشهر. فمن خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها في مختلف أزقة وشوارع مدينة تيزي وزو، لاحظنا الحرية التامة التي وجدها هؤلاء التجار الموسميون في ممارسة نشاطهم واتخذوا من المحلات المتمركزة في الطرق الرئيسية للمدينة نقاطا لعرض سلعهم وبيعها أمام أعين الجميع، وهو الشيء الذي يوحي بأن التحذيرات التي أطلقتها الجهات المعنية عشية حلول شهر رمضان وكذا تجنيدها ل 40 فرقة و80 عون مراقبة لقمع الغش في هذا الشهر وكذلك إقدامها على تجميد عطل أعوانها، مجرد حبر على ورق لم تجد أذانا صاغية من طرف التجار الذين إعتمدوا على عامل المنافسة لتحديد أسعار سلعهم بأقل ما تسجله في المحلات المتخصصة في هذا المجال،إوذلك بهدف إستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن. وفي هذا الصدد أكد مصطفى، صاحب مطعم بشارع زيداني أعمر، أنه أجبر على تغيير نشاطه التجاري واللجوء إلى بيع الزلابية وذلك -بحسبه- بهدف تغطية مصاريف عائلته خلال هذا الشهر، في حين أرجع مقران صاحب مقهى بالمكان المسمى ''لاتور''، أن تغيير نشاطه التجاري والتوجه إلى بيع قلب اللوزإوالحلويات التي يتسع نطاق استهلاكها في هذا الشهر، جاء كحتمية من منطلق أنه قام بدفع تكاليف الكراء لمدة قدرها ب 12 شهرا ''لا يمكنني غلق المحل طيلة شهر كامل وذلك من مبدأ أنني مجبر على تعويض ما دفعته كثمن الكراء وامتناعي عن ذلك سيكبدني خسارة في رأسمالي''. من جهة أخرى، قال عزالدين، إن تغيير نشاطه من محل للأكل الخفيف إلى محل لصناعة ''الزلابية'' أمر تتحمل مسؤوليته الجهات المعنية التي على حد تعبيره تجاهلت شؤونهم وألزمتهم على دفع ضرائب شهر رمضان بالرغم من عدم مزاولة نشاطهم العادي طيلة أيامه.