ما إن سمع سعيد سعدي اسمه حتى قفز من مكانه، يبدو أن دوره قد حان للدخول عند صاحب الشأن العظيم، ولكن ما قاله طابو جعله يشعر بغصة في حلقه... ياخي قالو دمسيونيت من الحزب؟ ولا مازالك تخدم فالظلمة كي الخفاش؟ لم يرد عليه ودخل مباشرة إلى سيده... ركع أمام صاحب الشأن العظيم الذي يبدو أنه يعقد جلساته الرمضانية مع هؤلاء دون كلل أو ملل أسوة ببوتفليقة الذي كان يعصر وزراءه فيما سبق. نظر إليه صاحب الشأن العظيم وقال له... لماذا تركع؟ قال سعدي وهو يتصبب عرقا... هذا أقل شيء يا سيدي نحن العبيد وأنتم السادة. بقي يحوم حوله كما يحوم الذئب على فريسته وقال... واش راهي لاكابيلي؟ ولا راك في فرنسا؟ قال سعدي مرتجفا... رجل هنا ورجل الهيه، قاطعه صاحب الشأن العظيم بغضب... يعني اشكون التليكموند تاعك أحنا ولا فرنسا؟ وقف سعدي بخوف وقال... هنا... هنا... فرنسا نروح برك على خاطر المدام والذريريات. نفث صاحب الشأن العظيم دخان سجائره بقوة وقال... راك محيرني ما علاباليش إلى نأمن واحد كذاب كما أنت؟ أطلق سعدي بكية كبيرة وقال... راني نقول الصدق، ياخي قلتو لي أخرج من الحزب راني خرجت... قلتو لي ولي سعيد صامدي وليت... قلتو لي اخرج للشارع وقول أنا ضد الدولة باش نكره الناس فالاحتجاج خرجت... واش قلتو لي كامل درتو يا سيدي وزيد و لاو يكرهوني في لا كابيلي... قاطعه صاحب الشأن العظيم... واقتاش كانوا يحبوك؟ التقارير من بكري تقول بلي انت مكروه ولا حبيت تمسح الموس فينا؟ قال سعدي مرتجفا... حاشى حاشى يا سيدي أنا دائما فالخدمة واش حبيت ندير، ندير يا لو كان تضربوني بالرصاص. زمجر فيه صاحب الشأن العظيم وقال له غاضبا... واقتاش احنا استعملنا الرصاص؟ أيا برا يا واحد المنافق الكذاب.