جاء دور بلخادم حتى يدخل عند صاحب الشأن العظيم ومجرد أن سمع اسمه يُنادى حتى رمى السواك الذي كان يسوّك به أسنانه عدّل من ربطة عنقه ومسح صباطه بسرعة وانطلق مهرولا للقاعة، تاركا لويزة الزينة تتمتم.. والله هذا هو السوسة الكبيرة. وقف بلخادم كغيره مرتجفا، خائفا ولكن بمجرد أن اقترب منه صاحب الشأن العظيم ووضع يده على كتفه حتى هدأ قليلا.. قال له محدثا.. تعرف تضرب؟ أحس بلخادم بالدم يصعد لرأسه وقال.. طبقت الأوامر يا سيدي. قال.. إذن كسبت الرهان وحطمت جمجمة من أرادوا تنحيتك؟ قال بلخادم خائفا.. أنت تعرف يا صاحب الشأن العظيم أنا لست سوى عبدا مطيعا.. تقولون أفعل كذا أفعل ولا أناقش.. نفث صاحب الشأن العظيم دخان سيجاره في وجه بلخادم وقال.. لكنك أكثرت الدخان من حولك وتركت الناس يقولون بأنك أصبحت خطيرا؟ ارتجف بلخادم من جديد وقال.. حاشى يا سيدي أنا أمشي على هواكم والحزب وأنا تحت تصرفكم. قهقه صاحب الشأن العظيم وقال.. الحزب كان قبل باباك وجدك لذلك عاود رتب أفكارك وتعلم تهدر، ولا تظن أن استعراض الكاتش الذي قمت به في سيدي فرج سيعلق لك ميدالية فأنت مخطىء. صمت بلخادم وهو يبلع ريقه.. ثم فاجأه صاحب الشأن العظيم بسؤال.. واقيلا حبيت تولي رايس؟ تسمر بلخادم في مكانه وهو لا يكاد يصدق ما يسمع لولا الضحكات المتقطعة التي يصدرها صاحب الشأن العظيم لما استفاق من سباته. حبيت تولي رايس أنت وكامل ألي راهم برا يستناو.. أنتوما داركم ما تعرفوش تسيروها حبيتو تسيروا بلاد؟ أنت بالذات حزب فيه زوج عباد ما قدرتلوش؟ خرج بلخادم يتصبب عرقا ولم يسمع من بعده سوى صفعة باب يغلق بقوة وصوت ينادي سعيد سعدي القبايلي.. دورك.