هرول جاب الله لمجرد أن سمع أحدهم ينادي ويقول بوشاشية.. بوشاشية.. وعرف لتوّه أنه المقصود، لأن لا سي أحمد ولا بلخادم الطرازان ولا سعيد سعدي ولا لويزة ولا طابو يرتدون الشاشية. دخل وهو يبسمل ويحوقل حتى تنوبه كرامات ليالي رمضان الكريمة، فاصطدم بدخان كثيف لسيجار صاحب الشأن العظيم وما إن رآه حتى تجمد في مكانه واغرورقت عيناه بالدموع.. نظر إليه صاحب الشأن العظيم بتمعن وقال له.. ذكرني باسم حزبك يا بوشاشية، فتنحنح جاب الله وعادت الروح لأوصاله وهو يقول.. جبهة العدالة والتنمية يا سيدي... نفث سيجاره بشدة وقال له.. يعني أنت حبيت أدير العدالة؟ اعلاش ماكاش عدالة فالبلاد؟ جاوب بوشاشية وهو يرتعد.. حاشى لله.. حاشى لله.. العدالة في البلد وكأن عمرا بن الخطاب موجود. جلس صاحب الشأن العظيم على كرسيه الفخم وقال له يا بوشاشية أحكم سابعك ولا يصرالك كما صاحبك بوجرة. أحس بوشاشية بالضيق وهو يذكر له غريمه في السياسة وقال.. إن أدرت أن أغيّر اسم الحزب سأغيره يا سيدي؟ أطلق صاحب الشأن العظيم ضحكة عالية على غير العادة وأخذ يلعب بسيجاره الضخم الكبير وقال له.. شوف ما ديرش روحك مهبول معايا.. بدلنالك الحزب عشرين مرة وكل مرة أجي واتقول راهم حفروني.. راهم سرقوني بالصح المرة هاذي خلاص.. زيد واش الخرجة لي قلتها في عيد الاستقلال.. تقول بلي الدولة راهي تبذر الدراهم؟ حبس جاب الله أنفاسه حتى ضاقت به وقال.. والله كلام صحافة فقط وهل أجرؤ على قول مثل هذا وأنا الذي أغرف من خيركم. قال صاحب الشأن العظيم وهو يبحلق فيه بنظرات جادة فيها من التهديد والوعيد.. شوف يا بوشاشية أنت جيت برجليك للقلعة وقلت أنا حاب نكون خدام عندكم ولكن نعرف غير السياسة قلنا نديروك لعاب فيها ولكن ماشي كي بديت تعرف الدخلات والخرجات حبيت تطير بجنحيك.. هنا واحد ما يطير حتى نحب أنا وإلى حبيت تفهم بزاف نحيلك الشاشية والقندورة ونرجعك للدوار تاعك في سكيكدة راك فاهم. فتح باب القاعة وخرج بوشاشية تسبقه صرخات صاحب الشأن العظيم لينادى بعده على بلخادم الطرازان.