ما تزال الحياة شبه فارغة رغم أن العيد لملم بعضه وذهب منذ أسبوع تقريبا ولكن الجميع ما يزال يصر على عطلة العيد بمن فيهم حماري اللعين الذي لم يتعب أبدا من الراحة. صرخ في وجهي ضاحكا... وهل هناك جزائريا واحدا يكره الراحة يا صديقي؟ قلت له.. كل أيامنا راحة نحن وحكومتنا وحتى أعلى سلطة في البلد، لا أرى أحدا مهموم بالعمل أو بوضع البلاد... فراغ تام ومع ذلك الأمور تسير مثل الساعة. قال ناهقا.. هنا يكمن السر، مرّ شهر رمضان ومرّ العيد وسيمر الصيف والدخول المدرسي سيكون مثل سابقيه ولن يتغير شيء وحتى لو جاءت حكومة جديدة أو لم تأت فلن نكترث لها لأننا ألفنا تسيير أمورنا بنفسنا. قلت له ضاحكا.. أجمل ما يعجبني في تفكيرك الأعرج هو أسلوب المبالغة الذي تتكلم به وتريد دائما أن تبين أن أمور الدولة لا تعنيك على الغرم من أنك تبحث ليلا نهارا عن كل شيء؟ قال.. لم أبالغ يوما وكل ما أقوله صحيح لأنه عادة توجد السلطة من أجل تسيير أمور الدولة والشعب على حد سواء وكل حسب احتياجاته، ولكن نحن منذ شهور نسير أمورنا وحدنا ولم تتدخل السلطة فينا ولم تضع لنا حكومة نشكي لها عوزنا وفقرنا وصرنا نقطع الطريق تذمرا ونحرق ونخرب حتى يسمع صوتنا ومع ذلك لا مجيب. قلت.. السلطة كرهت من شعب مثلنا.. أظن أن صبرها طال وعوض أن تتغير الحكومة سوف يغيرون الشعب؟ نهق نهيقا طويلا ومخيفا وقال.. سبحان الله.. يمكن أن يحدث هذا؟ يغيرون الشعب؟ قلت.. وهكذا ستكون الجزائر سباقة في رسم معالم جديدة للدولة الحديثة التي تغير شعبها حتى ترتاح من جحوده ونكرانه للجميل. قال ضاحكا.. وأي أرض ستتحمّل كسلنا وفقرنا وجوعنا وأفكارنا الصحيحة والخاطئة؟ قلت.. كل يتحمّل مسؤوليته وهذا جزاء التبطر والتكبر والتمرد على السلطة والدولة. قال.. أخاف منك أيها الصديق، هكذا تغيرت أفكارك وصارت مشوشة غير قادرة على النظر للمستقبل بوضوح؟ قلت متهكما.. أنا آخر ما أنتج البلد من شؤم ولؤم.. آه أين يمكن الهروب؟