جاء في تقرير لجنتك أن معظم النصوص المشاركة الكاكي الذهبي 2012، تفتقر إلى ثقافة مسرحية؟ نعم، نحن نرفض الكتابات الارتجالية السطحية، ليس من هب ودب يقول أنا كاتب يكتب لأب الفنون الذي يجمع لجماليات التعبير اللغوي الجسدي والفرجوي. بعض النصوص لم تتعد الأربعة صفحات، وهذا استهزاء بلجنة التحكيم وإهدار لطاقة أعضائها. لهذا كان لزاما علينا أن نقول لهؤلاء لا بد من الارتقاء من الكتابة المسرحية وبالثقافة التابعة لها ولا يتأتى ذلك إلا بالمطالعة. بماذا تنصح المقصرين إذن؟ علينا جميعا أن نهتم بالقراءة لتوسيع آفاقنا، على الراغبين في الكتابة للخشبة أن يقرأوا نصوصا عالمية ومحلية وتراثية، وليس أعمالا سريعة، لتكون لهم ذخيرة لغوية ويكتسبوا مكانزمات تخص المسرح. قد يقول البعض إن لجنة الكاكي الذهبي في طبعتها الخامسة لم تكن متسامحة؟ نعم، كنا قاسين مع المشاركين هذه المرة، مللنا من “السوسيال" بصراحة، هذا ليس كرها فيهم بل حبا للمسرح الذي نريد له الخير. ما قمنا به في اللجنة، عملا علمي منهجي أكاديمي، نحن مسؤولينا على المستوى الجمالي والفكري للمسرح، لا يجب التنازل عنها على حساب إرضاء مزاج الشخوص. لهذا أقول إنه يجب على المهتمين المشاركة في ورشات الكتابة ليتعلموا تقنيات الكتابة الدرامية المختلفة عن الرواية أو الشعر. كما عليهم أن يكونوا متفتحين على كتاب خارج البلاد. ألا تخف توصياتكم نوعا من الرقابة على مضامين النصوص؟ نحن لجنة علمية منهجية وتقنية، لا ندخل في فلسفة الكاتب ولا في نظريته الفلسفية والسياسية، لا نسعى في انتقاداتنا إلى أخلقة المسرح لكن نهتم بالشعرية. نرافع لمسرح جميل وواقعي في ذات الوقت. لست ضد الواقعية بمفهومها النظري، وإنما أنا ضد أن يسقط الواقع المعاش بصفة مبتذلة على الخشبة. لأن الفن يرتقي بواقع المعاش. هناك من بين النصوص بوادر إيجابية، لكنها تحتاج إلى صقل على مدى طويل.