قال الروائي واسيني الأعرج، في مداخلته في ختام ملتقى ''عبد القادر رجل عابر للزمن''، أمس الأربعاء بتلمسان، إن إهمال شخصية الأمير في الروايات والسينما خطأ كبير يجب تداركه و''مشكل عظيم''. كما اعتبر الكاتب أنه لا يجب أن نكتفي بصورة واحدة على الأمير، وهو ما فعله في روايته ''الأمير''، حيث كتب عن الرجل من وجهة نظره هو. قال واسيني: لماذا الأمير لم يكن موضوع رواية وفيلم؟ هذا مشكل عظيم، لأن صورة الإسلام المتسامح تتشكل في شخصية الرجل''، ويستند واسيني في ملاحظته إلى أن ''الأمير شخصية تراجيدية من حيث قصة حياته ومنفاه، هو شخصية عاطفية أيضا''. هذا التوسع في الرجل، يجعل المشتغل عليه، لا يكتفي برؤية واحدة: ''هناك أكثر من أمير، وشخصيا ثمة أمير من وجهة نظري الخاصة، لأن كل واحد منا تصوره... الأميرة بديعة عندما قرأت الرواية قالت إن أمير الكتاب لا يشبه الأمير الحقيقي، فأجبتها أنني كتبت عن ''أميري'' أنا. مرد القراءات المتنوعة، حسب مؤلف ''شرفات بحر الشمال''، هي العلاقة الضبابية بين التاريخ والرواية التاريخية، وكيف أن الكاتب لا يكتب التاريخ كما حدث فعليا، بل يمنح للحادثة التاريخية بعدا جماليا وروحا مغايرة، ليس مطالبا أن يكون وافيا لما وقع آنذاك: ''الرواية هي عالما من الحرية، بينما التاريخ هو عالم منتهي، وهو ما يشكل الاختلاف بين الروائي والمؤرخ''، يوضح المتحدث، قبل أن يتساءل: ''هل وظيفة الكاتب إعادة إنتاج التاريخ، وإعادة المقولات التاريخية؟''، وهنا صرح الأعرج أنه يختلف مع جورجي زيدان في منهجيته: ''وأنا أشتغل على 22 نصا كتبه جورجي زيدان، على العصر المملوكي مثلا، لاحظت أن طلبتي يحتفظون بالقصص الصغيرة وليس القصة الرئيسة التي تقوم على أساس الحادثة التاريخية بعينها. وعليه القارئ يتلقى بسرعة القصة العاطفية أولا''. وعلى ضوء ذلك يؤكد الكاتب: ''أؤمن بأن التاريخ، إضافة إلى أنه علم، هو في الوقت نفسه، لا يعطي يقينيات، وتأتي الرواية لتناقشها..''.