تشير الإحصاءات المتوفرة لدى مديرية الري بولاية قسنطينة إلى أن واحدا من بين ثلاثة بيوت بالمناطق التي توجد بها البنايات الأرضية تتوافر على أبيار تم حفرها بطريقة غير قانونية ودون علم الجهات المختصة، وأن عدد التي صرح بها أصحابها على مستوى الولاية لا يتعدى ال 500 بئر، بينما يتجاوز العدد الحقيقي ذلك بكثير... القماص مفترق الطرق الأربعة عين الباي، سيساوي، المريج، جبل الوحش، الأمير عبد القادر... وغيرها هي الأحياء التي تعج بالأبيار التي تم حفرها من قبل أصحابها بطريقة عشوائية ودون مراعاة للشروط الواجب توفرها، حيث أنه من مجموع ثلاثة بيوت بتلك المناطق يوجد واحد يتوسطه بئر في ظاهرة انتشرت بشكل كبير خلال سنوات التسعينيات عندما كانت تصل المياه إلى الحنفيات على فترات متقطعة. وفي الصدد ذاته، أوضح مسؤول بمديرية الري بالولاية أن مصالحه أحصت 500 بئر فقط منذ 12 سنة تقدم أصحابها بطلبات رسمية للحصول على تراخيص لإنشائها لأغراض صناعية وزراعية. أما ما دون ذلك، فعدد المواطنين الذين تقدموا للتصريح بالأبيار التي توجد بمنازلهم يعد على الأصابع بالرغم من التسهيلات التي قدمتها الجهات المختصة من أجل تسوية وضعيتهم في إطار القانون 148/08المؤرخ في 2008. وأضاف المسؤول ذاته إن سبب الامتناع يعود لتخوف المواطنين من الغلق النهائي لتلك الأبيار، ودفع غرامة عليها، في حين أنه لا وجود لمثل هذه الإجراءات، حيث أن البئر الذي تتضح عدم صلاحية مياهه أو عدم استيفائه للشروط المطلوبة يتلقى صاحبه الدعم والمساعدة من قبل الجهات المختصة لتصليحه وتطهير مياهه على أن يستفيد من مراقبة مستمرة وعمليات تطهير دورية من قبل اللجان المختصة وبالمجان. أما عن سبب غياب إحصاءات دقيقة عن ظاهرة حفر الأبيار والآبار بالولاية، فأضاف المسؤول ذاته أن الأمر يعود لعدم وجود قانون يسمح لأعوان الرقابة بالدخول إلى المنازل لتفقدها والتأكد من وجود البئر بداخلها من عدمه، يضاف لذلك عدم تعاون المواطنين وتمسكهم بخيار القيام بعمليات التطهير بأنفسهم وتحليل المياه بطرق بدائية تقوم على الرائحة والطعم دون الاستعانة بالجهات المختصة. من جهتها، فقد أحصت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة 13 شخصا قضوا نحبهم داخل الأبيار خلال الأربع سنوات الأخيرة من بينها حادثة ذهبت ضحيتها رضيع سقط في بئر غير مغطاة، وأخرى تسببت فيها الغازات السامة المنبعثة من بئر تم حفره بطريقة غير شرعية بالمريج في وفاة ثلاثة شباب، بينما كانوا بصدد تنظيفه. أما آخر الضحايا، فكانوا من عائلتي كيحل وحبشي اللتان فقدتا سبعة من أفرادهما، نهاية الأسبوع الماضي، بينما كانوا بصدد تنظيف البئر التي توجد بقلب منزلهم على مستوى حي مفترق الطرق الأربعة بالمدينة الجديدة علي منجلي، يضاف إليهم عونين من الحماية المدنية لقيا حتفهما هما كذلك، بينما كان بصدد إجراء محاولة لإجلاء الضحايا السبعة من داخل البئر التي سبق وأن تسببت الغازات السامة المنبعثة منها قبل 12 سنة في وفاة الإبن الأكبر لعائلة حبشي.