سلمت يومية “لومانيتي" الفرنسية، لمنشورات “شارش ميدي"، آخر مقال لها تعرض للمنع والمصادرة من قبل الحكومة الفرنسية منذ 1955 إبان حرب الجزائر. المقالات الثلاثة والعشرون ستصدر في كتاب منتصف سبتمبر الجاري بعنوان “لومانيتي المصادرة: 1954-1962". كل المقالات الممنوعة من النشر على صفحات جريدة “لومانيتي" من قبل الحكومة الفرنسية إبان حرب الجزائر، سيتم إصدارها في كتاب أشرفت على جمعه وتحقيقه الصحفية روزا موساوي والمؤرخة ألين روسيو المتخصصة في الحركات التحررية. إذ بادرت “لومانيتي" بمناسبة الذكرى الخمسين لنهاية حرب الجزائر، بنشر مقالات صحفييها الذين نقلوا في تلك المرحلة، مشاهد القتل والنفاق الاستعماري، على حساب الجزائريين العزل. ويتعمق الكتاب في مجموعة من أرشيف المقالات من روبرتاجات وشهادات حية وافتتاحيات، منعت باسم حالة الطوارئ المعلنة في 1955، فخضعت إلى ما اصطلح عليه ل “مقص السيدة آناستازي" كما هو مشاع لدى دول شرق أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى. تعرضت “لومانيتي" إلى مصادرة أعدادها 27 مرة، وواجهت 150 متابعة قضائية، وتكالب لا نهاية له استهدف الصحفيين ومنعهم من نقل الحقيقة، عما كان يسمى من قبل الحكومة ب “الأحداث الجزائرية". إجمالا الصحافة الاشتراكية التي اقترفت “جريمة قول الحقيقة"، يقول روني أندريو، رئيس تحرير سابق في نفس الصحفية، تعرض لوحده إلى 313 وقفة أمام المحكمة، ودفع غرامات تقدر ب 35 مليار فرنسي قديم. سيصدر الكتاب بمناسبة عيد الإنسانية (14-16 سبتمبر الجاري)، يضم 23 مقالا، يحكي بصيغة المضارع، أحداث الجزائر المستعمرة، وينقل تصرفات حكومة قامعة ويوميات شعب مقموع. نقرأ مثلا العدد الصادر في 24 أوت 55، عقب العملية البوليسية في قسنطينة، انتقاما على مقتل 123 فرنسي، لروبير لومبوت، الذبي نقل مخلفات العملية التمشيطية، كما نعثر من بين 304 صفحة، ردود فعل إعدام المناضل فيرنون إيفتون، ثم موريس أودان، خاصة بمشاركة هنري علاق وشهادته الحية حول التعذيب، تبعتها تحقيق لمدلين ريفو.