لا يزال نفق خراطة الذي يتوسط الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين ولايتي بجايةوسطيف يحصد الأرواح، حيث تسبب حادث المرور الذي شهده، عشية أول أمس، في مقتل أربعة أشخاص وجرح 6 آخرين بعد اصطدام عنيف بين 04 سيارات سياحية وشاحنة مقطورة فقد صاحبها السيطرة عليها بعد فقدانه للفرامل... هذا الحادث لا يعد لا الأول ولا الأخير من نوعه بالنفق الذي وبالرغم من التحسينات التي أدخلت عليه مؤخرا بعد سنوات من الإهمال واللامبالاة، إلا أنه لا يزال يحصد الأرواح بسبب افتقاره لشروط السلامة والحركية الكبيرة التي يعرفها يوميا، حيث أن النفق الذي يوجد على محور الطريق الوطني رقم 9، ويعد المنفذ الوحيد لبلوغ الساحل انطلاقا من ولاية سطيف لم يرتق لمستوى التطلعات التي كانت منتظرة منه، حيث أنه ومنذ دخوله حركة السير نهاية الثمانينات وهو يعاني من مشاكل بالجملة زادت من حدتها التشققات التي ظهرت عليه بفعل التسربات المائية والتي تزيد حدتها مع تساقط الأمطار، الأمر الذي يحول أرضية النفق إلى سطح زلج كثيرا ما يتسبب في حوادث مرور خطيرة يضاف لذلك ضعف الإنارة وقِدم معدات التهوية التي لم يتم تغييرها منذ ما يقارب ال 25 سنة، ناهيك عن غياب إشارات المرور الأفقية وتلك التي يجب أن ترسم على الجدران، الأمر الذي يجعل عبور النفق محفوفا بالمخاطر. والخطر على محور الطريق الرابط بين عاصمتي الهضاب والحماديين لا يقتصر على نفق خراطة فقط، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية بالولايتين خلال الفترة الصيفية مئات الحوادث بعد التوافد الكبير للمصطافين على شواطىء ولاية بجاية، خلفت خلال شهري جوان وجويلية الماضيين 20 قتيلا وأزيد من 200 جريح، وقد وقع أغلبها بمنطقة “الضيافات" بمدخل مدينة عموشة، بسبب الإفراط في استعمال السرعة من طرف السائقين وعدم احترام قانون المرور وكذا السياقة في حالة سكر. هذا، وتعد نهاية الأسبوع من أكثر الأوقات التي تكثر فيها حوادث المرور واكتظاظا كبيرا في حركة المرور كثيرا ما تصل إلى درجة الاختناق بسبب تنقل أصحاب الدراجات النارية بكثرة خاصة القاطنين منهم بمدينة سطيف، والذين تسببوا في أزيد من 25 حادث مرور خلال شهر جوان الفارط أفضت إلى إصابة 23 شخصا بجروح متفاوتة.