تهديد صريح بارتفاع أسعار البطاطا في الأيام القادمة لأن أصحاب غرف التبريد يبتزون الفلاحين حتى يخرجوا سلعهم وإلاّ يضاعفون الثمن. قال حماري معلقا... هل يمكن لنا أن نعيش دون توتر؟ دون تهديد؟ قلت.. لا تفكر في ذلك لأن اللوبيات التي تعمل على تنغيص حياة المواطن كثيرة وأنت تعرف الهدف من ذلك. نهق نهيقا متعبا وقال... إبعادنا عن السياسة وأطماعها. ضحكت قليلا وقلت.. لو سمعك الناس سيحتارون في الخلط بين البطاطا والسياسة يا حماري؟ قال بسخرية كبيرة... لا تخف فالناس أكثر معرفة بالعلاقة الوطيدة بين البطاطا والسياسة ولا أظن أن الكذبة ما زالت تنطلي عليهم، لقد بدأوا بفهم ما يجري. قلت... لكن بغض النظر عن هذا، هل ما تزال الدولة عاجزة عن حل مشكلة البطاطا؟ قال ... الدولة تقدر فقط على حل مشاكل الانتخابات حتى تبيّن أن كل شيء على ما يرام وأن الشعب يحب حاكمه ويرضى بالنظام الذي تسير عليه دولته أما البطاطا فليست من أولوياتها. قلت... الانتخابات؟ لقد صدقت لم أسمع يوما عن مشكل يتعلق بها وكل ما يدور في فلكها أمره محسوم لكن كل ما يتعلق بمشاكل الغاشي من فقر وفوضى وبطاطا فيدرج في قائمة الانتظار. قال ناهقا... الأنظمة أصبحت تجور يوما بعد آخر والشعوب صبرها طال وكاد ينفذ ولكن كيف سيكون الحل؟ قلت... جيراننا احترقوا بالنار التي أشعلوها. قال... والنار أيضا تعرف من تحرق ومتى تحرق وأكيد أنها ليست في متناول الجميع يا عزيزي والبطاطا لن تكون سوى القطرة التي ستفيض الكأس المملوء. قلت... إلى متى سيبقى الحال على حاله؟ نهق من جديد نهيقا خبيثا وقال ... حتى تسقط اللوبيات التي تحرك البطاطا والسياسة على حد سواء.