كُلّما تابعت كلام جاب الله من خلال لقاءات تلفزيونية أو تصريحات للصحافة المكتوبة أتأكد أن الرجل لم يستفق بعد من صدمته، وأن عقدة الأنا العظيمة ما تزال تتضخم بشكل كبير بداخله لدرجة أنه يتوهم دائما أشياء لا يمكن أن يصدقها عاقل. نهق حماري معلقا على كلامي وقال "ماحبش يستعرف" أنه مفلس سياسيا وأن حزبه السنفوري العائلي ليس هو من يحقق طوحات الشعب. قلت...ولا حتى الأحزاب الأخرى التي فازت فوزا خرافيا تستطيع أو حتى تطمح لتحقيق طموحات الشعب أيضا. ضرب حماري الأرض بحافريه وقال ...السياسة في وادي والشعب في وادي وهذا متفق عليه يا صديقي لكن الشيء الغريب لماذا كل من دخل السباق الانتخابي توهم نفسه البطل المغوار الذي سيكتسح البرلمان اكتساحا فضيعا؟ قلت بسخرية ..."راحت علينا" ألم يكن من الأفضل لك يا حماري لو ترشحت ولو حرا ودخلت معهم من حيث ما دخلوا وخدمتنا مصالحنا الضيقة؟ نهق بشدة وقال ...هكذا أصبح يفكر الجميع، عندما عرفوا مستوى من يمثلون الشعب في البرلمان ولكن عاش حمارا عرف قدر نفسه، أنا لن أكون مثل هؤلاء الذين كانوا يعرفون مسبقا بالنتائج ويعرفون أيضا أنهم مجرد "كومبارس" يؤدي دورا ثانويا بسيطا وسينسحب حتما ومع ذلك"زعفوا" في نهاية اللعبة. قلت ..."الزعاف" أيضا ربما يدخل في التمثيلية بشكلها العام والتفاصيل تبقى اجتهاد كل منهم على حدى.... فمثلا أبو جرة المختفي عن التصريح ولا نعرف ماذا يقول في قرارة نفسه، اكيد سيخرج للعلن عندما يقدم غول على هدم معبد حمس بما فيه، وجاب الله الملك الحزين، أيضا سيواصل نحيبه وعجرفته التي تقول بأنه أكبر واهم حزب في الدولة، أما البقية فاكتفوا بما حصلوا عليه وما سيحصلون عليه أيضا من ريع البرلمان. قال ناهقا...الحبل ما يزال طويلا، انتخابات بلدية عما قريب وانتخابات رئاسية ربما ستكون مختلفة تماما عما رأيناه من قبل ومع ذلك سنضع أيدينا على قلوبنا ونقول "الله يستر" منم الوجوه التي يمكن أن تنشط المشهد الانتخابي الذي حتما نريده بعيدا عن أشباه الإسلاميين الذين يعيشون في الوهم الكبير.