سمعنا كلنا بهذا الناموس السام الذي يهدّد صحة الناس وحياتهم وسمعنا أيضا بالمزابل الفوضوية والعشوائية التي تعدت الثلاثة آلاف مزبلة، والتي أيضا تترصد المواطن ومع ذلك لم يتحرك أحدا للأمر. قال حماري... هذا يبيّن لنا أن الشعب تاع كرشوا فقط. قلت... ولكن مهما كان الأمر هل يمكن تصديق هذه الفوضى التي ما تزال قائمة على الرغم من التطور والتكنولوجيا الحديثة؟ نهق نهيقا ساخرا وقال ... وما علاقة التكنولوجيا بالناموس؟ قلت... الإنسان يطوّر نفسه حتى يعيش حياة أفضل وليس العكس وما نراه من تطورات تؤكّد لنا أن الحياة تصبح أسهل مما كانت عليه أليس ذلك؟ قال ضاحكا... لكنها بيّنت العكس وها هو الناموس يتصدر الأخبار من جديد. قلت... هذه المرة لا يمكن أن تلوم الدولة وتقول إنها لم تقم بعملها فالشعب أيضا له يد فيما يحدث من فوضى وخراب؟ قال... الشعب دائما شريك فيما يحدث ولكن لماذا دائما نشركه في السلبيات؟ قلت.. بربك قل لي كيف تكوّنت هذه المزابل العشوائية التي ولّدت الناموس والذباب والبعوض والجرذان والفئران وكل دعاوي الشر؟ قال... حتما جاءت من الفوضى والسلوك السلبي للمواطن قلت... وهل من اللائق أن يحدث هذا؟ قال... أنا معك أنا ما يحدث هو مسؤولية المواطن ولكن الدولة أيضا لها مسؤوليتها تجاه ذلك بسبب سوء توزيع المفارغ العمومية وسوء تسيير هذه المزابل ومراقبتها. قلت... المزابل صارت أيضا مقصد المتسوّلين وعابري السبيل والفقراء قال ناهقا... لا يمكن حل المشاكل دون خطة ملائمة لذلك ولا يمكن فصل مشكلة الناموس والمزابل عن المشاكل الأخرى الكبيرة والصغيرة وذلك لارتباط كل شيء ببعضه البعض. قلت ضاحكا... أرجوك لا تسيّس الموضوع ولا تعطيه بعدا آخر لأنك بهذا ستكون قد أفضت الكأس وكثرت على ما وصاوك.