إفتتح الصالون الدولي للكتاب في دورته ال 17 عشر أروقته أمام الجمهور الجزائري، الذي ستدوم فعالياته إلى غاية 29 سبتمبر الجاري، بقصر المعارض الصنوبر البحري، ويعرف مشاركة حوالي 750 دار نشر من بينها 41 دولة، حيث أبرز العارضون، أهمية التظاهرة الثقافية لما تحمله من مضمون ثقافي لا يقدّر بثمن وبعيدا عن واجهة التسويق، وأن الجزائر تعتبر من أهم الأسواق العربية. وبعيدا عن جوّ الإفتتاح الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حاولت “الجزائر نيوز"، أن ترصد بعض جوانب “الأجنحة"، في أول إنطباع سجله الناشرون المشاركون في هذه الدورة، سواء الذين سبق لهم أن عايشوا الطبعة السابقة من المعرض الذي احتضنته “خيم 5 جويلية" أو الذين يوقعون حضورهم الأول بهذا المعرض. يقول محمد صالح رصاع مسؤول إتحاد الناشرين التونسيين، الذي يمثل 13 دور نشر بعناوين جديدة قدرت بحوالي 45 عنوانا جديدا، إنه سبق لهم وأن شاركوا في الدورات السابقة من معرض الجزائر الدولي للكتاب، وهم يلاحظون التطورات والتغييرات التي طرحت على المعرض في كل مرة، مما سمح لمعرض الجزائر أن يكون من أولى اهتماماتهم، خاصة وأن الإصدارات التي تأتي بها الدار تلقى إقبالا مميزا من طرف الجمهور، قائلا: “من الجيد أن يكون القارئ ملمّ بجميع الميادين وأن تكون مشاربه متنوعة كالشعر، الدين والأدب، وهذا ما لمسناه في المقبلين على المعرض". في هذا الصدد، يضيف جوادي بوعلام ممثّل دار الثقافة للأدرن بالجزائر والمتخصصة في رسائل الماجيستير والدكتوراه في الناحية القانونية والتربية وعلم النفس، أنهم يحرصون في كل مرة على جلب الجديد، إذ تعززت أجنحة رفوفهم هذه المرة ب 34 رسالة ما بين الماجيستير والدكتوراه، الذي أكد لنا أن فئة الأساتذة هي الأكثر إقبالا، ويرى مسؤول دار صفحات سورية للطباعة والنشر والتوزيع فؤاد يعقوب، أن المشاركة التي سجلها جناحهم لهذه السنة، هي مشاركة قوية، حيث سيجد زائر المعرض عددا معتبرا من الإصدارات تقدر ب 150 كتاب جديد، تتوزع بين الكتب الثقافية، الأدبية، العلمية والكتب الموجهة للطفل، حيث تولي المؤسسة اهتماما كبيرا بهذا النوع من الأدب، مضيفا إنه لقوا تجاوبا مع الجمهور، وكذا مع الجهة المنظمة، مكتبة لبنان ناشرون الممثلة بالسيدة أبي عياد بالجزائر، إستحسنت بدورها التظاهرة خاصة وأنها لقيت توافدا للجمهور من كل الفئات العمرية لما تحمله رفوفها من كتب أغلبها في طبعات جديدة، منها كتب علمية، قانونية، وكتب خاصة بالنحو والإعراب، وكذا كتب للثقافة والموسوعات العلمية العامة، إضافة إلى كتب للأطفال في مختلف الحقول. أما ممدوح منصور، مسؤول بجناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، فيقول: “الكتاب المصري معروف في كل الدول العربية و له مكانته الخاصة"، إذ حملت المكتبة أسماء ذاع صيتها على مرّ الزمان منها كتب للمؤلف طه حسين وأخرى للعقاد، إضافة إلى جمع من كتب التاريخ والثورة، التراث، الفلسفة، اللغة، الديانات والأدب، إضافة إلى كتب مكتبة الأسرة وكتب أخرى تحكي عن كبار الزعماء العرب، وأخرى تحكي عن الفنون التشكيلية، التي كانت بدورها محل اهتمام الفئات التي تزور المعرض، وذكر محمود عبد العزيز المسؤول عن جناح المنظمة العربية للتنمية الإدارية لمصر والمتخصصة في كتب الإدارة، أنهم يحملون في جعبتهم كتب جديدة بنسبة 50 بالمئة، منها كتب الإدارة الرشيدة، البحث العلمي والسياسات العامة. ومن خلال هذه الجولة التي قادتنا إلى أجنحة المعرض الذي جاء تحت شعار “كتابي حريتي"، والمصادف لاحتفالات الجزائر بخمسينية الإستقلال، لمسنا تفاؤل العارضين الذي يحدو أغلب الناشرين المشاركين في هذه الدورة، معتبرين في السياق ذاته أن الجزائر من أكبر المعارض الثقافية العربية من حيث المبيعات والتعريف بالمنتج، لأن المعارض حسبهم ليست فقط للبيع والشراء، بل قيمتها الحقيقيّة تكمن في قوة العلاقة بين دور النشر العربية، وإمكانية تعزيز مكانتها كفضاء ثقافي يحمل مواصفات ومزايا في غاية الأهمية.