فتح صباح أمس، معرض الجزائر الدولي للكتاب، أروقته أمام الجمهور الجزائري، في دورته ال15 التي ستدوم إلى غاية ال6 من نوفمبر الداخل، بالمركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة، والذي يعرف مشاركة حوالي 460 دار نشر وطنية وأجنبية تمثل 31 دولة بما فيها الجزائر، وسط تخوف كبير من جراء غلاء الكتب، وغياب بعضها، ومشاكل النقل التي تعصف بالمعرض في كل طبعة وبعيدا عن الزوار، الذين تتوقع محافظة المعرض، أن يكونوا في مستوى تطلعاتها، حاولت “الفجر” أن ترصد بعض جوانب “الخيم”، في أول انطباع سجله الناشرون المشاركون في هذه الدورة، سواء الذين سبق لهم أن عايشوا الطبعة السابقة من المعرض الذي احتضنته “خيم 5 جويلية”، أو الذين يوقعون حضورهم الأول بهذا المعرض. يقول عبد الوديع القادري، ممثل ومدير دار نشر “القادري” السورية، إنه سبق لهم وأن شاركوا في الطبعات السابقة من معرض الجزائر الدولي للكتاب، إذ تعد هذه المرة ال10 في مسيرتهم، وهم يلاحظون التغييرات التي تطرأ على المعرض دورة بعد أخرى، مما سمح لمعرض الجزائر أن يكون ضمن أولى اهتمامات مشاركاتهم في مختلف معارض الكتاب العالمية، خاصة وأن الإصدارات التي تأتي بها الدار تلقى إقبالا جماهيريا معتبرا، لا سيما فئة الجمهور الباحث عن مختلف الكتب التي تهتم بالدين، السنة، العقيدة، وغيرها من الإصدارات الدينية التي عادة ما ينفد بعضها في الأيام الأولى من المعرض. وفي هذا الصدد يضيف المتحدث أنهم يحرصون في كل مشاركة على إحضار الكتب المطلوبة لدى القارئ الجزائري، الذي يعتبره الرقم 1 في الوطن العربي من حيث إقباله على الكتاب الديني، وهذا ليس بغريب على الشعب الجزائري المسلم. وعن أهم الإصدارات التي جاءت بها “منشورات القادري”، إلى “سيلا 15”، قال عبد الوديع إن هناك عددا معتبرا من الكتب التي تجد ضالتها لدى الزوار، ككتاب “الموازنة بين منهج الحنفية ومنهج المحدثين في قبول الأحاديث وردها”، “الحرية الاقتصادية ومدى سلطان الدولة في تقييدها في الشريعة الإسلامية”، “جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق”، “البعد الزماني والمكاني وأثرهما في الفتوى”، “الروائع والبدائع في الحديث النبوي”، “مجمع اللغة العربية في دمشق”، وغيرها من الأعمال التي تتناول السيرة النبوية الشريفة، والدين الإسلامي الحنيف، وسير العلماء والصحابة. يرى مدير وممثل “المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار”، أحمد بوسنة، أن المشاركة التي تسجلها المؤسسة هذه السنة، هي مشاركة قوية، حيث سيجد زائر المعرض، عددا معتبرا من الكتب والإصدارات تقدر بحوالي 700 إصدار منها 25 إصدار جديد، تتوزع بين الكتب الثقافية، الأدبية، العلمية والكتب الموجهة للطفل، حيث تولي المؤسسة اهتماما كبيرا بهذا النوع من الأدب، كما سيحتضن الجناح حسب ذات المتحدث، سلسلة من التواقيع التي ستقوم بها بعض الشخصيات المعروفة في الساحة الوطنية والعالمية، كالعداء الجزائري السابق نور الدين مرسلي، وهو كتاب يحكي فيه نجم ألعاب القوى عن حياته في هذا العالم الرياضي الذي ترك فيه بصمته الواضحة. كما ستوقع نجمة الأغنية الجزائرية الأصيلة الفنانة بهجة رحال، حضورها أيضا في جناح المؤسسة من خلال كتابها الفني الذي صدر مؤخرا عنهم. دار “الآداب” البيروتيه ستحاول بدورها أن تكون نجمة المعرض كما حدث السنة الفارطة، من خلال بيعها لأعمال الروائية الجزائرية المغتربة أحلام مستغانمي، حيث ستراهن الدار مرة أخرى على الأعمال الأدبية الجزائرية، وخاصة رواية “الذروة“ للروائية والشاعرة ربيعة جلطي التي صدرت منذ فترة، عنهم، وحققت حسب ممثل الدار عدة نجاحات في المشرق العربي، وخاصة في معرض سوريا للكتاب الذي شاركوا فيه مؤخراً. هذا وستكون العديد من الأعمال الروائية لكتاب وروائيين وشعراء عرب حاضرة في المعرض، بجناح الدار التي تسعى في كل دورة لأن تترك بصمتها الواضحة والجلية في المشهد الأدبي الجزائري. بدورها الأعمال الأدبية السويسرية ستكون محل اهتمام العديد من المثقفين والزوار، خاصة الطلبة الجامعيين، باعتبار أن سويسرا هي ضيفة شرف الطبعة ال15 من معرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث سيكون الجناح السويسري الذي يتربع على مساحة تقدر بحوالي 200 متر مربع، على العديد من الإصدارات الأدبية، والسياسية وكتب السيرة الذاتية، بالإضافة إلى الكتب العلمية، وكتب النقد، والتاريخ، وهي في غالبها إصدارات تأتي باللغة الفرنسية، باعتبار أن الأغلبية السويسرية تتحدث هذه اللغة، ومتأثرة جدا بالوسط الثقافي الفرنسي، والألماني أيضا، حسب ما صرّح به لنا جون ريسان ممثل دار “آمبا” السويسرية الذي كان متواجدا بالجناح السويسري الذي يضم حوالي 20 دار نشر سويسرية، حيث سيشهد الجناح طوال أيام المعرض سلسلة من اللقاءات الفكرية والأدبية ينشطها نخبة من الكتاب والروائيين والمترجمين السويسريين الذين سيحطون الرحال بالجناح ابتداء من يوم غد الجمعة للحديث عن 11 موضوع خصص لهذه الدورة، منها “الكتاب الفني”، “اتجاهات الناشرين”، “قرن من نشاط النشر”، “علماء”، “معنى الكتابة اليوم”، “زمن الكتّاب”، وغيرها من المحاور التي أعدها القائمون على الجمعية السويسرية للموزعين والناشرين والمكتبيين، التي نظمت هذا الجناح بالتعاون مع محافظة الصالون. أما جاسم زكريا ممثل ومدير منشورات “دار النوادر” السورية، فقال إنهم يسجلون مشاركتهم الأولى في فعاليات الصالون الجزائري الدولي للكتاب، وتأتي مشاركتهم حسب ما صرّح به لنا بعد الأخبار الجيدة التي سمعها من مختلف الناشرين السوريين الذين سبق لهم وأن شاركوا في الدورات السابقة من المعرض، وقد استحسن المتحدث التسهيلات التي وفرت له من قبل الجزائر، والتي ستمكنهم من أن يشاركوا بقوة في “سيلا 15”، خاصة وأنهم يشاركون بسلسلة من الإصدارات الدينية التي هي في العادة محل اهتمام الفئة الأكبر من الجمهور الذي يزور المعرض، بالإضافة إلى كتب أخرى في الآداب، واللغة، والعلوم. من خلال هذه الجولة السريعة التي قادتنا إلى مختلف أجنحة المعرض الذي جاء تحت شعار “حلّت الروائع”، بعد افتتاحه الرسمي من قبل رئيس الجمهورية، لمسنا بعض التفاؤل الذي يحدو أغلب الناشرين المشاركين في الدور الحالية من الصالون، فيما يتخوف البعض من أن تحمل الأيام القادمة بعض السلبيات والنقائص تماما كما حدث في الدورة الفارطة من المعرض، خاصة فيما يتعلق بالرطوبة التي أثرت سلبا على الطبعة السابقة منه، تماما كما حدث لبعض الناشرين الجزائريين الذين تكبدوا خسائر كبيرة جراء تلف بعض الإصدارات التي كانت متواجدة في المعرض، أما الناشرين الأجانب وخاصة العرب، فقد أبدوا ارتياحهم الكبير بعد وصول الشحنات في ميعادها المحدد أي قبل انطلاق المعرض عدا بعض دور النشر اللبنانية التي لازالت أجنحتها فارغة، ك”دار الجمل”، التي ستضع بجناحها منشورات “دار الساقي”.