أوقفت وزارة العدل الموريتانية جميع المتابعات القضائية ضد كل من مختار بلمختار ويحيى جوادي أمير ما يسمى بفرع الصحراء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، هذا الأمر يؤكد ما أوردته ''الجزائر نيوز'' في أعدادها السابقة حول استعداد مختار بلمختار لتسليم نفسه للسلطات الجزائرية، والمفاوضات التي تجريها السلطات مع يحيى جوادي والتي تتوسط فيها شقيقته للربط بين الطرفين· ذكرت مصادر مطلعة ل ''الجزائر نيوز'' أن السلطات الموريتانية أوقفت المتابعات القضائية في حق يحيى جوادي المتابع في ثلاث قضايا من بينها قضية اعتداء تورين الذي قتل فيه حوالي 14 جنديا موريتانيا، بالإضافة إلى ما يعرف بقضية الغلاوية، في حين أن مختار بلمختار متابع في قضيتين، الأولى تتعلق بإقامة حاجز مزيف بمنطقة نواديبو والثاني يتعلق بالهجوم على ثكنة المغيطي بموريتانيا· ويأتي قرار السلطات الموريتانية بوقف جميع المتابعات القضائية ضد أبرز قيادي التنظيم السلفي الجهادي بعد عدة سنوات من المواجهات بين عدد من جيوش دول الساحل الإفريقي التي فشلت في تعقب آثار هؤلاء الإرهابيين الذين يعتبرون من أخطر قياديي التنظيمات الإرهابية في العالم كونهم يسيطرون على مثلث خطير يمتد على مسافة شاسعة من الصحراء الكبرى، ويتحكمون في نشاط التهريب بمختلف أنواعه خاصة تهريب الأسلحة الثقيلة· غير أن كل من مالي والنيجر اللتان تلاحقان هذين الإرهابيين، لم تصدرا أي أوامر في هذا الإطار، وينتظر أن تخطوان نفس الخطوات، حيث أن هناك تنسيقا كبيرا بين مختلف عناصر الاستخبارات لدول الساحل الإفريقي فيما يخص تحرك الجماعات الإرهابية· ويبدو أن الأمن الجزائري يعتبر من أبرز الأجهزة الأمنية دراية بهذا الملف باعتراف من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الأمر الذي دفع بالجزائر إلى رفض أي تدخل عسكري أجنبي بالصحراء الكبرى، إلا في إطار تعاون أمني بين الدول المشكلة لهذا المحور أي دول الساحل الإفريقي المعنية بالأمر· ويستثني قرار توقيف المتابعات القضائية الإرهابي الخطير حميد السوفي المتورط في عدد من العمليات الإرهابية كون هذا الإرهابي لم يبد أي موقف أو أي خطوة أو مبادرة لتوقيف العمل المسلح، في حين أن يحيى جوادي أبدى مبادرة بقبوله التفاوض مع السلطات، كما أن خمسة من أتباعه سلموا أنفسهم لمصالح الأمن· أما مختار بلمختار الذي تلقى ضمانات كافية لأمنه، فإنه أيضا أمر عدد من أتباعه بتسليم أنفسهم وهو ما فعله عدد معتبر منهم· يحدث كل هذا في وقت بدأت ملامح العمليات العسكرية لضرب معاقل الجماعات الإرهابية بالصحراء تلوح في الأفق، حيث تم استهداف عدد من معاقل الجماعات إثر معلومات قدمها عدد من التائبين والمعلومات المتوفرة لدى مصالح الأمن الجزائرية· ويكون بذلك كل من مختار بملختار في المنعرج الأخير في المفاوضات وقرب نهاية أمراء الإرهاب في الصحراء بعد أن تم إلقاء القبض على ''بن لادن الصحراء'' عبد الرزاق البارا الذي دعا مؤخرا جميع المسلحين إلى ترك العمل المسلح والالتحاق بركب المصالحة الوطنية·