أبو جرة سلطاني يعتزم محاسبة من تركوا حزبه الإسلامي الذي كبّرهم وجعلهم في مصاف الوزراء والمناضلين ليلتحقوا بغريمه الغول الذي تبطّر أيضا على النعمة التي كانت بين يديه وأصبح بين عشية وضحاها مقاولا سياسيا يبيع ويشري في الرؤوس مثلما تشترى رؤوس الغنم في سوق سيدي عيسى. العارفون بما يضمره أبو جرة في قلبه يقولون إن الرجل لو أتيحت له الفرصة التي أتيحت لغول أكيد لن يتركها وسيفعل كل شيء حتى يرضي جماعة التأهيل السياسي التي تشرف على إعداد الوزراء ورؤساء الأحزاب وغيرهم من الشطاحين في ساحة أشرب واهرب السياسية. مشهد الغول وهو يصول ويجول في القاعة البيضوية بحضور عدد من الشخصيات التي لبت دعوة الحضور وبسماته العريضة التي كان يوزعها على الكاميرات والفلاشات التي كانت تتسابق للظفر بصورة هذا الانتهازي الجديد الذي كُتب له حظا أحسن من حظ سابقيه من الذين ولدت أحزابهم المشبوهة على شاكلة طريقة حزبه، مشهده يدل على أن ما وُعد به كبير وكبير جدا، المهم أن يكسّر خيشوم أبو جرة الذي حلم كثيرا بأخذ مكان بوتفليقة. هل يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء مأساة سلطاني؟ هل أحلامه الكبيرة جنت عليه لدرجة أن الجماعة قلقت منه وأرادت أن تضع حدا لأطماعه التي لا تخدمهم؟ فأخرجت له الغول الذي رباه في غابة الغيلان وكان يظنه ساعده الذي سيرمي به النبال؟ السياسة دائما كانت بلا أخلاق، فلا يمكن أن نلوم الغول كثيرا لأنه تقمص دور الطماع ونتركه يتلذذ بالصورة الجديدة التي تُصنع له ويخال لك في كثير من الأحيان أنه أصبح نجما سينمائيا أكثر منه سياسيا. هكذا تصنع الأحزاب في بلادنا وهكذا تصنع السياسة، وهكذا أيضا تصنع الغيلان، فهل هناك من معترض؟