أحس بالغثيان والقيء الحاد حتى قبل أن أبدأ الكتابة... ربما لأني منزعجة مما سأكتبه، وسبب تكدري هو أني قرأت مجبرة فتوى جديدة لأحد شيوخ الوهابية الذي يرى في أن وضع بصمة المرأة أفضل من وضع صورتها على بطاقة التعريف، لأن ذلك حرام ويثير المفاتن والشهوات! للحظة استحضرت أمامي الزمن الذي يتكلم فيه هذا المفتي الذي ترك كل أمور الدنيا التي تشتعل أمامه وشغل فكره - إذا كان لديه فكر - في مفاتن المرأة؟ وفهمت لماذا تطاول علينا هؤلاء الذين سبوا الرسول عليه السلام، لأنهم ببساطة أدركوا أن بعض العلماء على شاكلة هذا المفتي ما يزالوا لم يفطموا بعد من فتوى إرضاع الكبير التي أحلوها لأنفسهم قبل غيرهم. قلت لكم أشعر بالغثيان... واستعدت هذا الصباح أيضا بعض الهوس الفكري الذي أطلق عليه بعض الشيوخ الوهابيين فتاوى يجب أن تطبق ومن يحيد عنها حاد عن شرع الله كتحريم إهداء الزهور وتحريم لبس الجينز وتحريم القول بدوران الأرض وتحريم تعلم اللغة الإنجليزية وتحريم التصفيق وتحريم لعب كرة القدم وتحريم لعبة البوكيمون وتحريم الأنترنت على المرأة بسبب خبث طويتها وعدم جواز فتحه إلا بحضور محرم مدرك لعهرها ومكرها وتحريم جلوس المرأة على الكراسي والأرائك، لأن ذلك من الزنى وتحريم شراء المرأة للخيار والموز والخبز لأن ذلك من المغريات! هل تشعرون أنتم أيضا بما أشعر؟ أم أنتم سعداء بفتاوى تحريم كعكة الشعر وصبغ الشعر وسروال الجينز وسروال الاسترش والثياب القصيرة والضيقة؟ سعداء بفتوى الداعية محمد المنجد التي أوجب بقتل مكي ماوس الشخصية الكرتونية المشهورة، لأنه من فئة الفئران وأحل ذلك لأن الفأر من جنود إبليس ويسيره الشيطان. هنا سأقف لأن الغثيان أصبح متبوعا بدوار وأخاف من السقوط المفاجئ فقط أريد أن أحمد الله على أننا في بلادنا نملك كل العيوب السياسية والأخلاقية وحتى التطرف الديني ولكن ليس لنا مثل هؤلاء الشيوخ الذين ما يزالوا لم يخرجوا بعد من دائرة النهد والفخذ.