تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. ولدت كلوديا تايلور" ليدي بيرد “ في بلدة كرنك بولاية تكساس في ديسمبر عام 1912، ماتت والدتها وهي في الخامسة من عمرها، فتعلقت بوالدها وخالتها ورغم أن والدها توماس جيفرسون وفر لها حياة مرفهة إلا أن افتقادها الأم في سن مبكرة علمها الاعتماد على النفس وصقل شخصيتها، كما تعلمت الكثير عن عالم البيزنس وكانت طالبة متميزة في الأدب الكلاسيكي وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة تكساس في الأدب والصحافة. تزوجت ليندون جونسون فى نوفمبر 1934 عندما كانت تعمل موظفة في الكونغرس. وبحكم كونها صحفية مهتمة بالثقافة حرصت على اثراء مكتبة الكونغرس بالكتب والموسوعات والمخطوطات النادرة، وعندما كانت زوجة لنائب الرئيس صارت سفيرة للنوايا الحسنة، ولأنها كانت من أسرة غنية، وسيدة أعمال مستقلة، فقد اشترت محطة إذاعة، كما عملت في تجارة العقار والاستثمار.. وقد أنفقت جزءا من ميراثها لتمويل أول حملة يخوضها زوجها فى انتخابات الكونغرس. وأنجبت كل من ليندا بيرد عام 1944 ولوس بينز 1947. صديقة البيئة في سنة 1963 أصبح ليندون جونسون رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، ورغم طبيعتها الخجولة وتفضيلها الابتعاد عن الأضواء، عاشت ليدي بيرد في واشنطن أكثر من ثلاثة عقود، بسبب انتخاب زوجها في مجلس الشيوخ قبل أن يصبح نائبا للرئيس، ثم رئيسا للولايات المتحدة، اشتهرت خلالها باستضافة أفضل حفلات العشاء وعلاقاتها الواسعة مع سيدات المجتمع. وأثناء رئاسة “جونسون" للولايات المتحدةالأمريكية، عرفت زوجته بتأثيرها على قراراته، بالإضافة إلى تهدئته عندما كانت تنتابه ثوراته العصبيته الشهيرة. في منتصف القرن العشرين، ضاق الشعب ذرعا بلافتات الإعلان الضخمة المنتشرة على الطرق الرئيسية إلى أن نجحت تلك السيدة الجنوبية الهادئة ناعمة الصوت في كشف تلك المناظر الخلابة للناس وتزيين جوانب الطرق بالزهور البرّية المحلية. ركزت اهتمامها بالدرجة الأولى على نظافة وتجميل البيئة، وربما ينبئ لقبها “ليدي بيرد" بأنها متناغمة مع البيئة ومحبة للحفاظ على الطبيعة.. فقد كانت وراء تطبيق “قانون تجميل الطرق العامة" الذي خصص نحو 320 مليون دولار وقتها لتجميل الطرق العامة في الولاياتالمتحدة، من خلال زرع الزهور. وبعد انتهاء ولاية زوجها في البيت الأبيض عام 1968، عادت ليدي بيرد إلى تكساس لتعيش معه حتى عام 1973، حين توفي زوجها ظلت ليدي بيرد جونسون تواصل نشاطها للحفاظ على البيئة، فشاركت عام 1982 في تأسيس المركز الوطني لأبحاث الزهور البرية في أوستن بتكساس الذي حمل اسمها فيما بعد. لكن نشاط الليدي بيرد لم يقف عند حد المحافظة على البيئة، فخلال فترة رئاسة جونسون حصل مكتب السيدة الأولى لأول مرة على سكرتير صحفي ورئيس هيئة موظفين وكتاب خطب وموظفين للتواصل مع الشعب. وقد تولت السيدة الأولى اختيارهم وتعيينهم بنفسها، وعززت الاتصالات مع الكونغرس، وهو دور أهلها له جيدا كونها زوجة سياسي لعشرات السنين. وقد حصلت الليدي بيرد على كثير من الأوسمة والتكريم بما في ذلك أعلى وسام مدني هو وسام الحرية الذي منحه لها الرئيس جيرالد فورد في عام 1977، ثم منحها الرئيس رونالد ريغان في عام 1988 وسام الكونغرس الذهبي. ونشرت مذكرات البيت الأبيض لمدام جونسون عام 1970 وصدر عنها فيلم وثائقى 1981. وتوفيت السيدة المشهورة بمحافظتها على البيئة ودعمها الحقوق المدنية والتعليم 11 جويلية 2007.