خصصت السلطات الولائية بتيزي وزو، ما يقدر ب 200 مليون سنتيم كقيمة مالية لإنجاز مشروع إعادة تهيئة المفرغة العمومية المتواجدة بقرية “أزغار" ببلدية عزازقة، الواقعة على بعد 38 كم شمال شرق مقر الولاية، وهو المشروع الذي سيسمح بجعل هذه المفرغة تستجيب للمعايير القانونية المعمول بها في مجال حماية البيئة، وكذا الصحة العمومية. البرنامج التنموي في المجال البيئي الذي استفادت منه بلدية عزازقة، جاء كنتيجة حتمية للوضع البيئي الكارثي الذي تشهده هذه المنطقة خصوصا بعد إقدام سكان قرية أزغار منذ ال 5 سبتمبر المنقضي على غلق المفرغة العمومية المتواجدة بقريتهم للتنديد بالأخطار الصحية والبيئية الناجمة عنها لا سيما وأن الأخيرة تفتقد لأدنى الشروط الضرورية التي من شأنها أن تساهم في تقليل خطورة الوضع. وفي السياق ذاته، من المنتظر أن يساعد الغلاف المالي الذي خصصته السلطات الولائية بتيزي وزو، وبالتنسيق مع مديرية البيئة، والذي حددت قيمته ب 200 مليون سنتيم، في إعادة تهيئة المفرغة وجعلها تتوافق مع المعايير المعمول بها في مجال الحفاظ على المحيط البيئي، إذ أن أشغال إعادة التهيئة هذه، والتي ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة، ستشمل بالدرجة الأولى إنجاز عدة أحواض لترسيب النفايات ذات الحجم الكبير بهدف تجنب تلويث المحيط الناجم من الرمي العشوائي للنفايات المنزلية، بالإضافة إلى أن البلدية ستتدعم كذلك، وفي إطار هذه العملية، بعدة صناديق لجمع النفايات التي سيتم توزيعها على عدة نقاط في شوارع المدينة بهدف الحفاظ على نظافتها، وكذا تسهيل مهام أعوان البلدية أثناء أداء عملهم. على صعيد آخر، وبعد الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي نظمها سكان بلدية عزازقة، يوم الثلاثاء الماضي، حيث أغلقوا من خلالها كل الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، احتجاجا على تدهور الوضع البيئ بها والمهدد لصحتهم، نظمت السلطات المحلية يوم الأربعاء المنقضي، حملة تنظيف تطوعية واسعة النطاق شملت جميع أحياء وشوارع المدينة التي افتقدت لمعالمها الحضارية والبيئية بعدما تحولت على امتداد ما يقارب الأربعين يوما إلى مفرغة عشوائية، وهي العملية التي عرفت مشاركة واسعة للسكان، وتم تسخير لها كل الإمكانيات الضرورية لضمان سيرها الحسن خصوصا بعدما لقيت دعما كبيرا من طرف بعض مقاولي المنطقة الذين تطوعوا بجرافات وشاحنات ساعدت على جمع ونقل النفايات المنزلية المتراكمة بمدينة عزازقة. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن سكان قرية أزغار، وبعد الضمانات التي تلقوها من المسؤولين المحليين، قاموا، صبيحة أول أمس الخميس، بإعادة فتح أبواب المفرعة العمومية المتواجدة بمنطقتهم أمام شاحنات تفريغ النفايات.