استبعد المدير العام لمؤسسة" نات كوم" للنظافة السيد احمد بلعا ليا في حوار خص به" صوت الأحرار" فكرة غلق مفرغة وادي السمار واستبدلها بمفرغة أولاد فايت التي لا تستقبل إلا النفايات المنزلية مؤكدا أن عملية الغلق واردة ومطروحة متى توفرت مفرغة أخرى تستوفي الشروط البيئية والجغرافية . وكشف من جهة أخرى أن عملية التهيئة الجزئية التي مست مفرغة وادي السمار منذ سنوات قليلة كلفت خزينة الولاية 80 مليون دينار بينما يصل الغلاف الإجمالي للعملية كلها عشر أضعاف المبلغ المصروف. بالرغم من المجهودات التي تبدلها مؤسسة" نات كوم " سواء البشرية أو المادية غير أن مستوى النظافة بالجزائر العاصمة لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب من المسؤول عن هذه الوضعية؟ عندما نتكلم عن النظافة في العاصمة يعتقد الجميع أن الأمر يخص فمؤسسة" نات كوم "وحدها بالرغم من أن هذه الأخيرة لا تغطي 57 بلدية إنما تتكفل ب 28 بلدية فقط لذلك لا يجب أن نربط صورة النظافة في العاصمة بنات كوم وحدها. و حتى إذا اعترفنا أن الجزائر تحتاج إلى تطوير وتحسين في جانب النظافة فيجب من جهة أخرى أن نقر أن هذه الأخيرة ليست مجرد شاحنات تتكفل بمهمة حمل وتفريغ النفايات في المزابل العمومية لان النظافة شئنا أم أبينا تبدأ من مواطن مسؤول يعرف كيف يخرج كيس القمامة في أوقاتها المحددة وكيف يتعامل مع هذه النفايات في الشارع إلى جانب البلديات والمؤسسات العمومية والخاصة المنتجة لهذه النفايات. عندما نتكلم عن مؤسسة نات كوم فهي وسيلة لرفع النفايات وليست مسؤولة عنها بل المنتج هو المسؤول وليس العكس و بصفة عامة نات كوم أو البلديات التي تتكفل بالنظافة على مستوى إقليم ترابها تمثل الجانب التقني والتخصصي في ميدان رفع النفايات المنزلية لكن هناك جانب أخر ويتمثل في معالجة النفايات وهذا الأمر يحتاج إلى تنظيم خاص ووسائل لا تملكها مؤسسة نات كوم. صنفت مجموعة" اوريان كلين أو نفرونانت" العاصمة الجزائرية في المرتبة الثالثة عالميا من حيث القذارة بعد نانجول في غامبيا وكيغالي في رواندا ما رأيكم في هذا التصنيف الذي يبدو قاسيا نوعا ما؟ لا استطيع من باب الأمانة الحكم على مؤسسة لا اعرف الوسائل و الحيثيات التي استعملتها لإطلاق هذا الحكم لكن استطيع القول مسبقا أن هذا التصنيف غير منطقي وأتساءل كيف توصلت هذه المؤسسة إلى هذه النتيجة وأي التقارير استندت عليها وأي الجهات الجزائرية التي تعاونت معها وقدمت لها الأرقام التي بنت عليها حكمها هذا فنحن كمؤسسة للنظافة تغطي 28 بلدية لم تتصل بنا أي مؤسسة للخروج بنتيجتها هذه. هذه الدراسة التي تنقصها الموضوعية والدقة لم تحدد أي العواصم شملها هذا التحقيق لان الأجانب والمختصين الأوروبيين ومكاتب دراسات الذين نعمل معهم في هذا المجال أكدوا أن العاصمة الجزائرية على مستوى مقبول من النظافة نظرا للوسائل الكبيرة والطريقة التي تعتمد عليها مؤسسة نات كوم و البلديات في رفع النفايات المنزلية. أعتقد أن هذا الحكم غريب وغاية في الذاتية لان الوسائل والإمكانيات الموضوعة في خدمة النظافة وطريقة التعامل معها أحسن بكثير من دول عربية لا أريد أن اخصها بالذكر وذلك بشهادة الأجانب. أعترف أن هناك نقاط سوداء لازالت مسجلة ولازلنا نجد صعوبة في التكفل ببعض الأحياء الصعبة نظرا لخصوصيتها كا لأحياء القصديرية التي ليست استثناء على مؤسسة نات كوم بل لا تسمح طريقة بناياتها الفوضوية بدخول حتى المركبات الاستعجالية كا لإسعاف والحماية المدنية. ترفع مؤسسة نات كوم ما يعادل 680 ألف طن سنويا من النفايات من ولاية الجزائر مقابل 921 ألف طن نفايات باريس لتتجاوز هذه الأخيرة المليون طن في بعض السنوات هل تعتقدون أن المشكل يكمن في الإمكانيات أم في العقليات أم نحتاج إلى تشريع في مستوى التشريع الفرنسي؟ لقد سبق وأن أشارت في البداية أن 680 ألف طن سنويا من القمامات هو الجزء الذي يرفعه عمال نات كوم سنويا من 28 بلدية فقط من أصل 57 بلدية بينما 921 ألف طن يشمل كل نفايات باريس. وعندما نتكلم على سبيل المثال لا الحصر على العاصمة الباريسية في مقاربة تشبيهية مع العاصمة الجزائرية تتداخل الأمور ونجد أنفسنا أمام نقص في الإمكانيات وعجز في التشريع إلى جانب عقليات تفتقد إلى تربية في سلوكات التعامل مع النفايات ولكم أن تتصوروا معاناة عمال نات كوم عندما تتوفر الإشكاليات الثلاث. أعود إلى باريس لأقول وأؤكد لكم أن حجم النفايات التي تخرج من العمارات والمؤسسات معروفة مسبقا من طرف المؤسسة المشرفة على رفعها نظرا للتنظيم القديم المعمول به والذي يتميز بالدقة والدراسة العلمية إذ بإمكان الساهرين على تنظيف شارع ما في باريس معرفة بالتدقيق كمية النفايات التي سترمى سواء من طرف المواطن أو المؤسسات وحتى الزيادات من النفايات التي ترمى أخر لحظة تكون نسبية وقليلة جدا لا تؤثر على سير عمل عمال النظافة لكن التقديرات عندنا تبقى بعيدة جدا عن ما يخبئه لنا الواقع لان النفايات عندنا ترمى بصفة عشوائية ومتداخلة بطريقة تصعب من مهمة عمال النظافة في غياب فرز لهذه الأخيرة ففي الوقت الذي يحرص المواطن الفرنسي على فرز المواد البلاستيكية عن الزجاج عن الورق ا يرمي المواطن عندنا كل أنواع النفايات من حديد واسمنت مع النفايات المنزلية في كيس واحد إلى مما يجعل مهمة الشاحنات الدكاكة صعبة و مستحيلة في كثير من الأحيان إذ كثيرا ما يتعطل هذا النوع من الشاحنات وتحتاج إلى عملية تصليح قد تتطلب عدة أيام يعمل خلالها العمال بعجز في الإمكانيات بسبب ممارسات تصدر من مواطنين غير مسؤولين. .ومن جهة ثانية لا يمكن المقارنة بين وسائل نات كوم وإمكانيات بحجم العاصمة باريس لأنها تفوتنا من حيث عدد الشاحنات والوسائل الأخرى المستعملة بحوالي ثلاث مرات على الأقل بينما الغلاف المالي المخصص لهم يتجاوز ما يخصص لنا بعشر مرات. و من جهة ثالثة التشريع جد مهم في عاصمة كبرى إذ من الضروري أن يكون هناك تشريع خاص بها دون المدن الأخرى نظرا لخصوصيتها كعاصمة يقصدها الزوار والوفود الأجنبية باعتبارها قطبا سياسيا واقتصاديا وسياحيا. فزيادة عن الإمكانيات والوسائل التي يجب أن تحظى بهامن الضروري أن يكون هناك سلطة القرار وسرعة التعامل مع الأحداث من الناحية التنظيمية والإدارية لأنه لا يخفى على احد أن بالعاصمة ملايين من الأشخاص من مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة ولفرض تنظيم يلزم الجميع باحترامه من المفروض أن يكون هناك قدرة على التحكم والمتابعة إذ يجب أن نحدد مجموعة من التعاملات الإدارية أو القانونية من شانها وضع حد لبعض السلوكيات التي من شانها أن تعيد للعاصمة نظافتها ووجهها المشرف من بينها كيفية التعامل مع قلة الانضباط اليومي المتكرر من طرف الكثير من المواطنين والتجار و المؤسسات وكيف نتعامل مع الأسواق الفوضوية ما هي الطريقة الأنجع للتعامل مع الأحياء القصديرية التي لا تستجيب لمعايير العمران والمدينة بصفة عامة كيف نتعامل مع النفايات التي يرمي بها أصحابه بعد الأوقات المحددة لإخراجها وكيف نتخلص من النفايات المنزلية. نات كوم في عيون الناس المسؤول الوحيد على الإجابة على هذه التساؤلات وهي مسؤولة أيضا عن وضع هي في الأساس أداة لتنفيذ والقيام بمهمة معينة هي للأسف مرتبطة بجوانب كثيرة منها الإدارية والاقتصادية والاجتماعية رغم هذا فهي تحاول أن تبدل مجهودات قصوى و متواصلة محاولة منها لسد الفراغ أو على الأقل جانب منه. هناك اتفاقات شراكة مع شركاء أجانب ومحليين بهدف تكوين المكونين في مجال التوعية وكذا جمع النفايات و الجمع التلقائي لها واسترجاعها هل لكم أن حدثونا عن هذه التجارب؟ كانت لنا تجربة ناجحة مع مدينة باريس استفادت نات كوم من ثلاث دورات تدريبية تكوينية و كان لممثلي مدينة باريس دورة استطلاعية و تقيمية فيما يخص فرز النفايات واسترجاعها لكن العملية لم تنطلق بعد في شكلها العملي إذ لاحظ ضيوفنا انه لا زات تنقصنا الإمكانيات والتحضير الجدي لخوض هذه التجربة التي ننوي الانطلاق فيها مع بلدية حيدرة في إطار برنامج تجريبي في فرز النفايات ستنطلق متى توفرت الشروط والوسائل وسنكرر من جهة اخرى هذه السنة بالتنسيق مع البلديات الساحلية ونحن على أبواب فصل الصيف فرز النفايات على مستوى الشواطئ أملا في تعميمها مستقبلا على مستوى 28 بلدية. كثر الحديث خلال السنوات الفارطة عن ضرورة غلق مفرغة وادي السمار نظرا لكونها لم تعد تستجيب للمعاير الدولية وتداول المسؤولون إمكانية استبدالها بمفرغة أولاد فايت ما جديد هذا الملف؟ بالنسبة لمزبلة وادي السمار قلنا ولازلنا نقول بضرورة غلقها لأنه لم يعد بإمكان هذا الفضاء والذي يمتد على مساحة 32 هكتارا أن يستقبل المزيد من النفايات لكن نظرا لانعدام مكان يستوفي الشروط المطلوبة يكون بحجم مزبلة وادي السمار قمنا بمعالجة تدريجية تم تغطية اكبر جزء من المساحة وفتحت طرقات داخل مركز الردم وقمنا بتهيئة جهات لتفريغ النفايات وإضافة إلى المخطط التوجيهي لعصارة المياه داخل المفرغة هكذا عندما تغلق هذه الأخيرة تكون قد استوفت شروط الغلق لتعالج ويعاد تهيئتها وتحضيرها لمهمة أخرى. أما الحديث عن استبدال مفرغة وادي السمار بمفرغة أولاد فايت فالأمر غير مطروح تماما لان الثانية لا يمكن أن تعوض الأولى لان هذه الأخيرة كانت ولازالت تستقبل كل أنواع النفايات بينما مفرغة أولاد فايت لا تتعامل إلا مع النفايات المنزلية وحتى الكمية التي تصل لوادي السمار لا يمكن أن توجه كلها لأولاد فايت لأنها ستعرف اختناقا هي الأخرى. مديرية البيئة لولاية الجزائر بصدد البحث عن فضاء يستوفي كل الشروط المطلوبة بمفرغة من حجم وادي السمار تكون قريبة جغرافيا من البلديات حتى يسهل عمل هذه الأخيرة في نقل النفايات إلى جانب احترامها للعنصر البيئي في ما يخص طبيعة الأرض و المياه وبعدها عن التجمعات السكانية حتى لا تتكرر تجربة وادي السمار بالرغم من نقص معاناة السكان المجاورين بفعل المعالجة والإجراءات الجديدة التي عرفتها المفرغة خلال السنوات القليلة الماضية و التي صرفت من اجلها المؤسسة 80 مليون دينار بينما الغلاف الإجمالي لعملية تهيئة المفرغة قد يتعدى هذا المبلغ عشر مرات. يعاب على مؤسستكم تفضيل بعض الأحياء الراقية ووضع كل الإمكانيات المادية والبشرية إرضاء لسكانها بينما لا تلقى الأحياء الشعبية على سبيا المثال لا الحصر نفس المجهود ما تعليقكم على هذا الموضوع؟ لا اعتبر الأمر اتهاما بل سوء فهم وحكم غير مدروس لان الأمر نفسه نجده في كل عواصم العالم. فالمرادية على سبيل المثال لا الحصر ليست ملكا لأشخاص بل هي وجه الجزائر المشرف نظرا للوفود التي تنزل عليها ضيفة وفي كل الدول هناك أحياء وبلديات تحظى باهتمام خاص نظرا لطابعها التاريخي أو السياحي أو الاقتصادي وليس من العيب أن نهتم بتنظيف وتزيين الشوارع التي يزورها ضيوفنا وتمثل واجهة الجزائري إذ من طبائع البشر والجزائري بصفة خاصة أن تكون للضيوف منزلة خاصة سواء من حيث ظروف الاستقبال أو الإقامة . وأعترف لكم أن الوسائل والإمكانيات التي تضعها نات كوم في تنظيف الأحياء الشعبية تفوق ما نخصصه ما يصطلح على تسميتها بالأحياء الراقية لان سكان هذه الأخيرة يخرجون الأكياس في وقتها وتعرف عملية إخراج القمامات نوع من التنظيم تفتقد إليها البلديات التي تكثر بها الأسواق الفوضوية والتي تملئ لوحدها ست شاحنات يوميا. يرى البعض انه لا يمكن أن تكون العاصمة نظيفة إلا بعد ضبط إستراتجية محكمة ومضبوطة عوض الحلول التوقيعية التي جعلت الأمور تراوح مكانها هل أعددتم إستراتجية لهذا الغرض؟ يحتاج قطاع النظافة وربما أكثر من أي قطاع آخر إلى إستراتجية محكمة و بعيدة المدى بالرغم من أن الناس لا يولون أهمية لملف حساس كا لنظافة لكن هذا الجانب يتطلب إستراتجية دقيقة وبعيدة المدى . بدأنا على مستوى مؤسستنا ببرنامج داخلي سمح لنا بالوقوف على نتائجه على ارض الواقع نظرا للتطورات التي سجلتها نات كوم في هذا الميدان في انتظار مصادقة الولاية على الإستراتجية متوسطة المدى والتي توجد حاليا قيد الدراسة والتي ستمكننا من دراسة تسيير النفايات بالعاصمة وانجاز مراكز ردم جديدة ومراكز عبور النفايات..