فتح، أمس، مجلس قضاء تيزي وزو في أول جلسة من افتتاح الدورة الجنائية، ملف أكبر قضية أمنية شهدتها الولاية، والتي تدوم ثلاثة أيام كاملة، ويتعلق الأمر بعصابة مختصة في الاختطافات وتنفيذ الحواجز المزيفة والقتل والسرقة والمتاجرة بالأسلحة، وهي العصابة التي تمكنت مصالح الدرك الوطني من تفكيكها في جانفي 2011 وتم توقيف 12 شخصا متورطا واثنين آخرين يتواجدان في حالة فرار. وعرفت جلسة المحاكمة محاولة المتورطين تحويل القضية من شبكة المافيا إلى أعمال إرهابية وعناصر دعم ومساندة للجماعات الإرهابية سعيا منهم للاستفادة من مواد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وخلال رده على أسئلة أعضاء هيئة المحكمة والطرف المدني، حاول زعيم العصابة المدعو “ش. يوبا" التهرب من التهم المنسوبة إليه، ونفى أن يكون قد تورط في الاختطافات، مؤكدا أنه كان يتعامل مع العناصر الإرهابية وخصوصا مع عناصر سرية آث جناد، واعترف أنه كانت تربطه عدة علاقات مع أمير السرية المدعو “رضا" وإرهابيين آخرين يدعيان “إدريس" و«صهيب" وكان يلتقي معهم بمنطقة أزفون وفريحة وأغريب وسيدي نعمان وكان دائم الاتصال هاتفيا معهم. وصرح أن الجماعات الإرهابية استغلته للتعامل معهم تحت التهديد، واعترف أنه كان يتكفل بتموين الجماعات الإرهابية بالمواد الغذائية ويتكفل أيضا بنقل الأسلحة من منطقة إلى أخرى. وفي رده على سؤال حول مصدر الأسلحة التي أخفاها بمنطقة أغريب والتي قام باستخراجها بعدما تم القبض عليه من طرف الدرك، صرح أن هذه الأسلحة قدمته له عناصر إرهابية لنقلها إلى منطقة آث عيسي ببني دوالة وتسليمها لعنصر إرهابي يسمى بشير، ونفى أن يكون قد اقتناها من تمنراست، حيث برر تنقلاته إلى الولايات الجنوبية بدواعي التجارة بزيت الزيتون والعسل. ونفى أيضا “ش. يوبا" أن يكون وراء قضية اختطاف المقاول المدعو “إبارار الوناس" الذي ينحدر من فريحة، كما نفى أن يكون وراء اختطاف كذلك المقاول “عمر سليمانة" الذي ينحدر من أغريب، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية هي من اختطفته. وتناقضت تصريحات المتهم مع تصريحات الضحايا الآخرين خلال استماعهم من طرف الضبطية القضائية، والذين اعترفوا بتورطهم في قضايا الاختطاف. وفيما يخص شرائح الهواتف النقالة التي تم استخدامها من طرف هذه العصابة خلال التفاوض مع عائلات الضحايا، كشف التحقيق أن رقم هاتف المتهم الرئيسي “ش. يوبا" استخدم للتفاوض مع عدة عائلات الضحايا بما فيها مع عائلتي المختطفين “إبارار الوناس" و«عمر سليمانة" وهي المعلومات التي تؤكدها سجلات متعامل الهواتف النقالة. من جهته، رفض المتهم الثاني الذي يدعى “ش. بوسعد" وهو الشقيق الأكبر للمتهم “ش. يوبا" الرد على أسئلة أعضاء هيئة المحكمة بحجة أنه يعاني من مرض “خلل عقلي"، وكشفت قاضية الجلسة أن المتهم خضع في السجن إلى خبرتين طبيتين تكفل بهما مختصان في الأمراض العقلية، مشيرة إلى أن النتائج في الخبرتين أكدتا أن المتهم لا يعاني إطلاقا من خلل عقلي وأنه يتمتع بكامل قواه العقلية، واعتبرت هيئة المحكمة رفض رده على الأسئلة بتمويه ومحاولة للتهرب من القضايا التي تورط فيها. وحسب قرار الإحالة، فإن المتهم “ش. بوسعد" الذي سبق له وأنه قضى 8 سنوات بسجن آفلو بالأغواط بتهمة المخدرات، اعترف لدى الضبطية القضائية بالتهم المنسوبة له والجرائم المرتكبة بإقليم ولاية بجاية على غرار المتاجرة بالمخدرات والسرقة وحمل سلاح ونفى كليا أن يكون متورطا في قضايا الاختطاف التي تم تسجيلها بتيزي وزو. من جهته، صرح المتورط المدعو “ح. صادق" والمتهم بالوقوف وراء تكوين هذه الشبكة أن تورطه مع الشبكة يعود إلى تلقيه تهديدات بالقتل وتصفية أفراد عائلته من طرف عناصر العصابة. لكن قرار الإحالة يشير إلى أن المتهم “ح. صادق" كان من ضمن النواة الصلبة للعصابة وأنه وقف وراء أكبر العمليات الإجرامية وتكفل بنقل المختطفين على متن مركبته، وقام أيضا بفتح مكتب للأعمال بفريحة للتمويه على حصوله على الأموال، ومتابع بتهم أخرى على غرار تبييض الأموال وسبق الإصرار والترصد والسرقة واستخدام الأسلحة الحربية والمتاجرة بها.