رغم استفادة قطاع النقل من ارصدة مالية هامة في إطار استثمارات لتطوير البني التحتية والمنشات،إلا أنه يظل من بين القطاعات المتأخرة والبعيدة عن المقاييس العالمية من الناحية التقنية والزمنية رغم حجم الأهمية التي أوليت إليه خلال العشر سنوات الأخيرة،غير ان الاهتمام الخاص بهذا القطاع اصطدم بعدة عوامل،أدت إلى بقاء الكثير من المشاريع المسطرة ورشات مفتوحة لفترات تفوق بكثير مما كان مخطط له. مترو الجزائر والترامواي ... الحلم مترو الجزائر الحلم الذي راود الجزائريين طويلا فبعد 20سنة من الركود تم وأخيرا تحديد تاريخ دخوله حيز التشغيل التجاري في الفاتح من نوفمبر القادم بعد ان دخل المرحلة التجريبية، والتي انطلقت بداية شهر سبتمبر وستدوم شهرين، هذا الخط الذي كان من المفروض تسليمه نهاية 2009 عرف العديد من المشاكل التي حالت دون تسليمه في الآجال المحددة له لتتسبب ورشات انجازه في تعقيد الوضع أكثر وتأزم حركة المرور ليصبح بمثابة كابوس يومي للمواطنيين. وقد شكل الإعلان عن دخوله حيز التشغيل فرحة كبيرة لدى المواطنيين الذين طالما انتظروا هذه اللحظة وقد عبر لنا في هذا الصدد عديد المواطنيين ممن تحدثوا مع »الشعب« عن فرحتهم الكبيرة وأملهم في ان ينتشلهم هذا المشروع من أزمة النقل التي عانوا منها وجدير بالذكر ان هذا الخط المتكون من 6محطات سيربط بين البريد المركزي وحي البدر،مرورا بخليفة بوخالفة ،ساحة 1ماي،عيسات ايدير ،حديقة التجارب وحي عميروش ويعول عليه كثيرا في القضاء على الازدحام المروري بهذه المناطق . ...الترامواي أحد أهم مشاريع النقل في الجزائر والذي أدي الإعلان عن انطلاق أشغاله سنة 2005الى تفاؤل كبير من طرف المواطنين حيث ينتظر أن يضع حدا لمشكل الاختناق الذي تعرفه العاصمة والذي زاد من معاناة المواطنين وصعب من يومياتهم كثيرا منذ عدة سنوات إلى درجة انه أصبح هاجسا بالنسبة لهم،هو الأخر عرف تأخرا كبيرا في إنجازه جعل المواطنين يفقدون الأمل في ركوب وسيلة سريعة وحديثة بمقاييس عالمية كما هو معتمد عليه في الدول المتقدمة . غير ان دخوله حيز التشغيل أنسي الجميع المعاناة التي عرفوها اثناء انجازه حيث ساهم هذا الأخير بمجرد دخوله حيز التشغيل أفريل المنقضي بشكل كبير في التخفيض من حركة الاكتظاظ شرق العاصمة،حيث أبدى لنا في هذا الإطار جل المسافرين ممن التقيناهم عن تفاؤلهم بهذا المشروع الذي لا طالما انتظروه حيث صاروا يتنفسون الصعداء. حافلات النقل...الكابوس اليومي تصرفات لا مسؤولة، تكديس المواطنين،مشادات كلامية بين المواطنين والقابضين ،الرفع العشوائي لأسعار التذاكر ووضعية كارثية للحافلات أكل عليها الدهر وشرب بعد 30سنة من العمل لتشكل عبئا كبيرا على البيئة وصحة المواطنين .... هي المظاهر اليومية التي تطبع حافلات النقل الخاص بعاصمة الوطن. اقل ما يمكن ان نصف به النقل الحضري والشبه الحضري بالجزائر بالكارثي خاصة أمام السبل التي يتبعها القابضون لضمان اكبر عدد من الركاب لتحقيق اكبر قدر ممكن من الربح ليتسبب في معاناة يومية للمواطنين الذين ابدوا امتعاضهم لهذه الوضعية التي تزداد تأزما في كل مرة. وأثارت زيادة الأسعار بالنسبة للنقل الخاص بالشركة الوطنية للنقل الحضري إيتيوزا” استياء المواطنين وتأسفهم،الذين اعتبروها ملاذا للفوضى التي تعرفها حافلات النقل الخاص التي يتعاملون بها مع الركاب،لتصبح بذلك التسعيرة اكبر في العديد من الخطوط من تسعيرة النقل الخاص،وهو ما جعل الكثير من المواطنين يتخلون عن القطاع العام ويعودون لمعاناة القطاع الخاص. حيث كانت عودة الحياة لحافلات النقل الحضري العمومية بمثابة النفس الجديد لدى العديد من العائلات التي تفضل هذه الوسيلة عن غيرها باعتبار أنها لطالما اقترنت بملامح القيمة المخفضة للتسعيرة غير ان تسعيرتها التهب مؤخرا أثرت سلبا في نظرة المواطنين لها لتتعدي بذلك تسعيرة الناقلين الخواص،حيث أصبح الحد الأدنى لتذاكر ب20دينار . وفي ظل هذه الزيادة المقررة لنقل العمومي لجأ بعض الناقلين الخواص بالرغم من عدم حصولهم على الموافقة في رفع التسعيرة للرفع العشوائي لتسعيرة التذكرة ب5دينار على غرار الناقلين الذين يعملون بخط شراقة- شوفالي وشراقة بن عكنون، وهو ما أدي إلى نشوب مناوشات وإشتبكات كلامية مع المسافرين وتذمر كبير لديهم وطرح المواطنون في هذا الإطار عدة تساؤلات حول سبب رفع قيمة التذكرة حيث لا يعقل نقل المسافرين من موقف إلى موقف أخر لا تتجاوز بينهما مسافة 150م، مؤكدين لنا انه كان من المفروض ان تقوم الشركة العمومية بتدعيم التسعيرة وتتساهل أكثر مع المواطنيين لكن ما نراه حاليا العكس فالخواص أكثر حرصا. في حين اعتبر الخواص رفض السلطات منحهم الموافقة لزيادة التسعيرة ومنحها للقطاع العام فقط بالقرار غير العادل، وكان قد طالب إتحاد الناقلين برفع تسعيرة النقل الحضري وشبه الحضري. محطات النقل بالعاصمة تفتقر للمقاييس لا تزال محطات النقل بالعاصمة على غرار المواقف المنتشرة بأغلب بلديات العاصمة متأخرة جدا،باعتبار أنها تفتقر للمقاييس العالمية وإلى ادنى الأبجديات الضرورية لمصطلح خدمات بالرغم من ان كلمة موقف تعنى بالضرورة أماكن للانتظار تحوي على الأقل على عدد كاف من الكراسي وأكشاك لشراء بعض الحاجيات وكذا مراحيض ولكن ما هو ملحوظ عندنا فهي عبارة عن مساحات لضمان وقوف المسافرين،فمثلا محطة تافورة الواقعة بوسط العاصمة والتي تشكل همزة وصل بين العديد من بلديات العاصمة لا يجد بها كراسي حيث يضطر الطاعنون في السن للوقوف لفترات زمنية طويلة. وهو ما جعل مستعملي محطات النقل يناشدون السلطات المحلية لبرمجة مرافق مكملة في هذه المحطات التي وان وجدت باعتبار ان عدد من بلديات العاصمة لا تملك حتى لمحطة النقل كبلدية خرايسية التي لا يزال مواطنوها يعانون الأمرين . وتعرف محطة المحطة البرية بالخروبة التي تشكل أهم أبواب الدخول والخروج من العاصمة باتجاه اغلب ولايات الوطن حيث تعرف عددا هائل من المسافرين خصوصا في فترة المناسبات حيث تزدادا تدفقا اكبر ليتجاوز عدد المسافرين بها أكثر من 15الف مسافر يوميا، نوع من التأخر بسبب عدة مشاكل تسببت في تذمر قاصدي محطة بشكل كبير. وقد أكد عدد من المسافرين في تصريح ل “الشعب” ممن إلتقيناهم بالمحطة عن عدم توفر العدد اللازم من الأماكن الخاصة لجلوس المنتظرين،أما عن شبابيك التذاكر فقط أصبحت تتميز بفوضى عارمة بسبب تزاحم المسافرين وصغر الساحة للمحطة التي لم تعد تتوافق والكم الهائل للمسافرين الذين يقصدونها بصفة يومية سواء تعلق الأمر بالمساحة الداخلية أو خارجية للمحطة ،أما عن شبابيك التذاكر فقد أصبحت تتميز بفوضى عارمة بسبب التزاحم. انتشار كبير للكلونديستان العثور على سيارة أجرة في العاصمة ليس بالأمر السهل،وعندما تعثر عليها عليك ان تسأل السائق إذا كان سيقلك في طريقه أم لا فبدلا من تحديد وجهتك له تطلب منه ان يحدد هو وجهته لك وتسلك معه الطريق الذي يحب هو بحثا عن زبائن آخريين،ناهيك عن تكديس عدد معتبرمن المواطنيين؟. أما سيارات الأجرة غير الشرعيين أو “الكلونديستان” كما ينادونهم والتي أصبحت تشكل كابوسا مزعجا بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة الشرعيين حيث عبروا لنا في هذا الإطار عن سخطهم الكبير من عدم إيجاد حلول لمنع انتشار هؤلاء ،فحدث ولا حرج فبالرغم من ان عملهم خارج عن القانون غير أنهم ليسوا ارحم من غيرهم من سائقي سيارات الأجرة الشرعيين،فثمن نقلهم لك ليس بالبعيد عن الشرعيين.