هدّد الاتحاد الوطني للناقلين بشل حركة النقل أيام عيد الأضحى، احتجاجا على فرض أعباء مالية إضافية على أصحاب الحافلات بمحطة ''كبار معطوبي حرب التحرير'' بالخروبة، وهو القرار الذي يمكن أن يعيق حركة تنقل المواطنين إلى ولاياتهم الأصلية خصوصا مع حلول عيد الأضحى حيث يفضل الآلاف من العمال والموظفين والطلبة قضاء العيد مع الأهل. وطالب رئيس الاتحاد الوطني للناقلين بالنيابة بن كحلة في تصريح ل''البلاد'' بتدخل الوصاية لردع القرار العشوائي الخاص برفع رسوم ركن الحافلات في المحطة بنسبة 100 بالمائة وهو أهم أسباب الحركة الاحتجاجية للناقلين وتهديدهم بالإضراب أيام العيد. وقال بن كحلة إن هذه الرسوم مبالغ فيها على اعتبار أنها تصل إلى 1200 دينار جزائري يوميا، حيث وبعملية حسابية فإن الناقل مثلا على خط الجزائر العاصمة قسنطينة يدفع 200 دينار عن كل محطة فضلا عن دفع 600 دينار للمحطة الرئيسية وبالتالي وبعملية بسيطة فإن الناقل مضطر إلى دفع أكثر من 40 مليون سنيتم سنويا، كرسوم العمل وهو أمر لم يتقبله الناقلون. واعتبر عدد من الناقلين أن هذه الرسوم ضرب من ضروب الخيال بالنظر إلى الخدمات المتردية في المحطة فكيف بهم يقبلون مثل هذه القرارات التي وصفوها بالعشوائية والتي تعطلهم عن أداء مهامهم خلال العيد الذي يشهد اكتظاظا كبيرا في المحطة نحو العشرات من الخطوط خارج الجزائر العاصمة. كما يفضل المواطن السفر عن طريق الحافلة بالنظر إلى أسعار النقل المنخفضة بها مقارنة مع سعر التنقل عن طريق سيارات الأجرة، والتخوف من عدم إيجاد وسيلة نقل يوم العيد أيضا . وأمام هذه المعضلة لا يستطيع الناقلون بالمقابل رفع سعر تذاكر النقل رغم اعتبار ذلك من البديهي لتسديد تكاليف ركن الحافلات في محطة الخروبة. ومن جانب آخر طرح الاتحاد مشكلة أخرى يجدها الناقلون والتي تتمثل في عدم تسديد المستحقات المالية المترتبة عن بيع التذاكر، عبر الشبابيك والتي من المفترض أن تسلم لأصحاب الحافلات في مدة أقصاها شهر كامل وهو الأمر الذي لا يتم بل تطول المدة أحيانا إلى شهر، مما يخلق امتعاضا لدى الناقلين فضلا عن مطالبتهم الحثيثة للجهات المعنية على مستوى المحطة بتسديد هذه المستحقات، لأنها بذلك تعطل من جانب آخر تسديد أجور السائقين والقابضين أيضا، خصوصا في المناسبات مثل عيد الأضحى المبارك حيث تعذر على البعض شراء أضحية العيد. في كل مرة تحل المناسبات وخصوصا أيام العيد يعود معها ملف النقل، والاكتظاظ الكبير الذي تعرفه محطات نقل المسافرين سواء في محطة النقل بالحافلات وسيارات الأجرة بالخروبة فضلا عن محطة القطارات أيضا، وهو ما يخلق فوضى عارمة يتكبد معاناتها المواطن ولكن حتى الناقلين لديهم اعتباراتهم وأسبابهم في دفع ثمن تلك الفوضى. كما شهدت محطة ''الخروبة'' فوضى عارمة إذ اكتظت محطة الحافلات بالمسافرين وخصوصا على مستوى الخطوط الطويلة سواء من العاصمة نحو تبسةوقسنطينة وأم البواقي والطارف وعنابة وسطيف ووهران وغرداية وغيرها من الخطوط البرية التي تجذب إليها عشية الأعياد الآلاف من المسارفين خاصة الطلبة والعمال. هذه المعاناة كشف عنها عدد من المسافرين الذين أكدوا ل ''البلاد'' على أن هذا المشكل يطرح باستمرار عشية الأعياد، فالكثيرون يرون أن نكهة العيد لا تتم إلا في كنف الأسرة والعائلة، وخصوصا بالنسبة لعيد الأضحى حيث ينتهز الكثيرون ممن يقيمون خارج العاصمة الفرصة للقاء الأقارب في مناسبة دينية تلم شمل العائلة. ومن جانب آخر، اشتكى الكثيرون من المنطق الذي يفرضه عدد من الناقلين، حيث يرفعون تسعيرة النقل في مثل هذه المناسبات، على حساب المواطن، بل ويفرضون قانونهم ومنطقهم، هذا في غياب الرقابة. وهنا يقول أحد الناقلين إن سعر تذكرة السفر من الجزائر العاصمة نحو قسنطينة 2500 دينار، مشيرا إلى أن معضلة النقل بدأت تلوح في الأفق نهاية الأسبوع الماضي. كما عبر مسافر عن أن الوضعية ستتعقد أكثر بداية من اليومين القادمين، لأن الجميع يبحث عن قضاء العيد، ناقلين أو مسافرين، وهو ما يعقد المهمة أكثر وتنقص وسائل النقل مما يعطل الحركة خلال أيام العيد . ''كلندستان'' هو الحل هذه العبارة سمعناها من أفواه الكثيرين في محطة الحافلات ب''الخروبة''، ''كلندستان'' هو الحل، أي أن الناقلين غير الشرعيين ينتهزون الفرصة في أيام العيد ليوفروا وسائل النقل ويفرضون منطقهم في الأسعار، وهي غالبا ما تكون مرتفعة، ولكن ماذا يفعل المسافر في مثل هذه الحالات، بل وأكثر من ذلك فإن الكثيرين يرضخون للأمر الواقع ويدفعون أي سعر. وأمام التدفق الكبير للمسافرين فإن الناقلين غير الشرعيين يغزون المحطات ويقتنصون زبائنهم، بل يجدون ضالتهم خلال أيام العيد، مع المراقبة الخاصة بالمحطات، خصوصا أن المسافرين لا يأبهون بخطورة السفر عبر سيارة لناقل غير شرعي، وكل ما يهمهم هو الوصول إلى البيت وفقط وهو ما يخلق منافسة كبيرة بين الناقلين غير الشرعيين رغم أنهم يطلبون ضعف الأسعار، لتتكرر الظاهرة كلما اقتربت الأعياد.