إميل سيوران، فيلسوف روماني ولد في سنة 1911 بقرية رايناري، إحدى قرى ترانسيلفانيا الرومانية التي كانت وقتها تحت هيمنة نمساوية مجرية، نشأ الطفل في مناخ لا يمكن إلا أن يجذر لديه روح المفارقة التي طبعت كتابته فيما بعد. فقد كان والده كاهن الأرثوذكسية بالقرية وكانت أمه لا تخفي سوء ظنها بكل ما يتعلق بالدين واللاهوت إلا أنه وعلى الرغم من نشأته بين هذين القطبين المتقابلين، ظل يحمل في طفولته انطباعا فردوسيا فقد عاش تلك السنوات على إيقاع الطبيعة متمليا من الخضرة متسلقا الأشجار متحولا بين الهضاب الهادئة منصتا إلى حكايات الرعاة. ولا شك أنه لم يحزن مثلما حزن سنة 1988 حين منح جائزة بول موران فاضطر إلى رفضها رفضا صارخا ذلك أن هذا (النجاح) وهذا التكريم لا يعنيان إلا شيئا واحدا ظل يعتبره طيلة حياته منافيا للقدر اللائق. له عدة مؤلفات من بينها: المياه كلها بلون الغرق، ضمور الكلمة، لص الأغوار، سيرك العزلة، زمن وأنيميا، دوار التاريخ.. توفي سيوران بعد أربعة وثمانين عاما في 2 جوان 1995 بباريس إثر مرض عضال. إميل سيوران، فيلسوف روماني يستحق لقب عبقري رومانيا لما لديه من جمل رائعة ومهمة جدا، وفيما يلي باقة منها: - الثرثرة هي حوار مع شخص لا يعاني. - عدو بعيد أفضل من عدو على الأبواب. - لا يثبت التاريخ أي شيء لأنه يحتوي على كل شيء. - خوف المرء من أن يتم خداعه هو النسخة المبتذلة من البحث عن الحقيقة. - الرغبة في الشهرة هي الرغبة في أن يموت المرء مكروها ولا يموت منسيا. - يتمنى الشكاك لو أنه يتعذب مثل سائر البشر من أجل الأوهام التي تمنح القدرة على الحياة. لكنه لا يفلح في ذلك لأنه شهيد التفكير السليم. - الكلمة خنجر لا يُرى. - ذنب الفلسفة أنها (محتملة) أكثر مما يجب. - الطموح دواء يجعل مدمنيه قابلين للجنون. - نحتمل بعضنا البعض لأننا جميعا مُدَّعون. - لا يمكن لأحد التمتع بالحرية دون أن يرتعش. - حدسنا الأول هو الحدس الصحيح. - التقدم هو الظلم الذي يفرضه كل جيل على الجيل الذي يليه.