مازال واد أوشايح يشكل تهديدا حقيقيا لسكان العاصمة، لعدم قدرته على استيعاب كميات المياه الوافدة إليه، رغم عمليات التوسعة والتجويف القائمة التي قامت بها المصالح الولائية لولاية الجزائر، مؤخرا، في إطار حملتها لتنقية 200 كيلومتر من مجموع 1000 كيلومتر من أودية العاصمة البالغ عددها 75 واديا، حسبما أكده ل “الجزائر نيوز" سكان منطقة واد أوشايح الكائنة ببلدية باش جراح شرق العاصمة. وناشد سكان حي واد أوشايح المحاذين للواد، المتضررين من الفيضانات كل فصل شتاء، في تصريح ل “الجزائر نيوز" السلطات العمومية، بضرورة تنقية الواد بصفة كلية، حتى لا يتكرر سيناريو فصل الشتاء الماضي الذي أدى إلى إلحاق أضرار بليغة بالسكان، وإخراج العائلات للمبيت في الشارع، موضحين أن أحد الأحياء الفوضوية المحاذية لواد أوشايح المسمى “الجردينة" ببلدية باش جراح لوحده، يحوي 100 عائلة مقيمة منذ 15 سنة، حيث يحاصرها خطر واد أوشايح الذي يعبر بمحاذاة سكناتها، إلى جانب هشاشة السكنات المهددة بالسقوط في أية لحظة وانعدام قنوات الصرف الصحي، مما ينذر بكارثة إنسانية هذا الشتاء بالعاصمة، على حد تعبير السكان، الذين اعتبروا وفاة امرأة وإصابة آخرين بجروح نتيجة انهيار ثلاثة بيوت قصديرية بحي واد أوشايح بسبب فيضان الوادي المجاور للسكنات الفوضوية، مؤخرا، بداية لهذه الكارثة الإنسانية المتوقعة. ولم يستبعد السكان، القيام بحركات احتجاجية إذا استمر مسلسل الموت المحتم تحت الأنقاض هذا الشتاء، بسبب فيضان واد أوشايح الجد متوقع، بالنظر إلى تأخر البدء في عمليات التوسعة والتجويف القائمة “التي كان من المفترض أن تجرى في فصل الصيف والربيع وليس الآن"، مضيفين إنهم قاموا بكل الإجراءات القانونية للحصول على سكنات لائقة بهم وبأطفالهم، إلا أن بلدية باش جراح لم تتكفل بهم وبوضعيتهم، بالرغم من كون أغلبهم أرباب عائلات وقاطنين بسكنات فوضوية، في ظل صمت مطبق من جانب السلطات المحلية التي لم تقم، لغاية الآن، بتقديم بدائل أخرى تجنب الساكنين بمحاذاة واد أوشايح، الأضرار المادية الكبيرة وحتى البشرية، جراء فيضانه كل شتاء، منذ عدة سنوات.