مرّت عطلة نهاية الأسبوع حافة بالأخبار والأحداث، فكانت احتفالات نوفمبر وكانت أحقاد فرنسا الدائمة وكان وكان... ومع ذلك حماري بقي متكوما في فرشته لم يبرحها ولم يتحرك لأي مكان. قلت له... تبدو شاردا ومفكرا... ما الذي ينغص عليك حياتك؟ نهق نهيقا حزينا وقال... كل ما يحدث حولي يتعبني وكلما فكرت في أن البلاد تخطو خطوة للأمام أراها تعود عشرة للوراء. قلت... لقد فهمت وجعك، أنت تفكر في ما سيحدث في أزمة مالي والضغوط التي تواجهها الجزائر مع أمريكا وفرنسا؟ نهق ولم يجب. قلت... أنت تفكر في الانتخابات المحلية وتعرف مسبقا أن المهازل ستحصل؟ نهق ولم يجب. قلت... أنت تفكر في الأمطار المتوقعة والتي يمكنها أن تقتل وتشرد وتفعل الأفاعيل؟ نهق ولم يجب. قلت... أنت تفكر في مستقبل البلاد وبالك مشغول بالرئاسيات؟ نهق ولم جيب. قلت... تكلم أيها الحمار لقد سئمت صمتك ونهيقك؟ قال غاضبا... وهل هناك ما يقال حتى تطلب مني الكلام؟ البلاد تغرق... تغرق ولا يمكن أن ينجيها سوى قدرة الله. قلت... تكلم كعادتك وأفصح عما يجول بخاطرك ربما إن تكلمت ستزاح عنك الغمة؟ نهق نهيقا ممزوجا بالبكاء وقال... للأسف ضيعنا كل الوقت في الكلام ولم نفعل شيئا، سلطة وشعبا، كلانا وجهان لعملة واحدة وبقينا على مدى سنوات نحمّل بعضنا مسؤولية الفشل والضياع والهوان حتى ضعنا وهنّا وفشلنا، لأصمت فما نفع القول إذا لم يكن هناك من يسمع يا عزيزي.