لم يفاجأ حماري بإعلان اسم الوزير الأول الذي طال لأنه كان يسمع الإشاعات التي تناولت اسمه منذ مدة ليس فقط وسائل الإعلام ولكن حتى في النميمة السياسية التي تحدث في مقهى الحي. قلت له باستفزاز.. قل شيئا يا حماري لماذا لا تعلق؟ قال ساخرا.. كيف أعلق على خبر بايت ومتوقع كهذا؟ قلت.. لكن الأمر يتعلق بوزير أول وحكومة كاملة؟ نهق نهيقا خبيثا وقال وماذا بعد هل تظن أن سلال يملك عصا سحرية وسيقوم بما عجز عنه سابقه أويحيى مثلا؟ أنا شخصيا لا أظن ذلك لأن المسألة معقدة ولا ترتبط بالأشخاص فقط. قلت.. غريب أمركم أيها الشعب.. تنددون بعدم وجود حكومة وتبدون التذمر وعدم الارتياح من كون البلاد تسير بلا وزراء وقيادة وعندما يتم تعيين وزيرا أول يصير الأمر لا حدث؟ قال.. فعلا هو كما تقول المفروض أن لا تبقى الدولة بلا حكومة ولا وزراء باعتبار أن هذا ما يجب أن يكون ولكن نحن حالة خاصة.. نغرق في الفوضى والعبث والفساد لذلك نريد ساحرا أو نبيا يأتي بمعجزة حتى يخلص البلد مما هي فيه. قلت.. اعطوا الرجل فرصته؟ نهق نهيقا مخيفا وقال .. ألم يكن وزيرا للماء في الحكومة السابقة؟ يعني رأينا حنة يديه وعرفنا طريقة عمله وليس وجها جديدا يمكن أن ننتظر منه أشياء أخرى؟ قلت ضاحكا.. عجبا كيف تفكر يا حماري؟ قال.. أنا لا أقول سوى الحقيقة ووجود سلال على رأس الحكومة ليس إلا من أجل التحضير للانتخابات المحلية القادمة التي ستأتي بالمزيد من البزناسيين السياسيين على رأس البلديات وغيرها من المؤسسات المحلية لذلك أنا لا أريد أن أطمع أكثر. قلت.. لا تسبق الأحداث وانتظر حتى ترى؟ ضحك ونهق وضرب قدميه أرضا احتجاجا على كلامي وقال نحن الشعب لا يعجبنا العجب ولكن هذا ليس من فراغ ولكن لأنهم عودونا بالإفلاس السياسي الذي طبع كل الوجوه التي مرت والتي ستمر.