أكد المشاركون في الملتقى الذي نظمته جامعة حسيبة بن بوعلي، بالشلف، حول أهمية الأرشيف في كتابة تاريخ الجزائر يومي 6 و7 نوفمبر الجاري، على ضرورة العمل بتوصيات هذا الملتقى أبرزها إنشاء أجهزة علمية جامعية تهتم بجمع الأرشيف الجزائري في الداخل والخارج واستخدام التكنولوجيا المعاصرة في جمعه وحفظة وترميمه واستثماره، وإرسال بعثات أكاديمية علمية إلى الجهات الخارجية المعنية بأرشيف الجزائر لنقله. عرض الدكتور لحسن الزغيدي من جامعة الجزائر، في اليوم الأول من الملتقى تجربة ودور المتحف الوطني للمجاهد في جمع أرشيف الثورة التحريرية الجزائرية، ووقف الدكتور كمال بوكرزازة من جامعة قسنطينة، بالعرض والتحليل، على مضامين الأرصدة الأرشيفية وأثرها في كتابة التاريخ، وخصّ المراكز الولائية الجزائرية للأرشيف بالتحليل والنقد. كما قدّم الدكتور محمد دراج، بحثا حول الدفاتر المهمة وأهميتها في كتابة تاريخ الفترة العثمانية وهي جزء مهم جدا من الأرشيف الجزائري العثماني، إلى جانب الدكتور عبد الحكيم الطحاوي الذي تعرض لأهمية الأرشيف المصري في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية 1954-1962. وقدم الأستاذ “ميشال هو" من جامعة ستراسبورغ، بفرنسا، عرضا معمقا حول حرب التحرير الجزائرية من منظور الطلبة الفرنسيين بين 1960 و1962 وبيّن مدى تأثير هذه الحرب في المجتمع الفرنسي عامة وفي الطلبة خاصة ومدى قدرتها على تغيير الكثير من المفاهيم في حياتهم عامة التي انتهت إلى التنديد بالاستعمار وبجرائمه وإضفاء الشرعية على حق الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال، واعتبر نفسه وثيقة أرشيفية حية عايشت الأحداث والمواقف. من جهته، عرض الأستاذ كريستوف كالتر من ألمانيا مداخلة حول نهاية المركزية الأوربية حرب التحرير الجزائرية والعالم الثالث في ظل حركات الاستقلال الوطني والثورات التحريرية، وبين تأثير هذه الحركات والثورات على شعوبها في الداخل وعلى الأمم الأخرى في الخارج. وركزت الدكتورة يحياوي مسعودة من خلال كتاباتها على دور المرأة الجزائرية في الثورة الجزائرية وما تعرضت له من شقاء وبؤس وانتهاك لعرضها، فهي بحق مصدر من مصادر كتابة تاريخ الجزائر عامة وتاريخ الثورة الجزائرية التحريرية بصفة خاصة، مؤكدة على أهمية الرواية الشفوية في البحث التاريخي. وانصبت مداخلة الدكتور أحمد أرسلان، رئيس قسم التاريخ بجامعة اسطنبول، بتركيا، على أهمية الأرشيف العثماني في كتابة تاريخ الجزائر الوثائق المتعلقة بالأمير عبد القادر الجزائري نموذجا قدمها باللغة التركية وترجمها إلى العربية بأسلوب فوري مباشر الدكتور محمد دراج المتخصص في اللغة التركية. وقدم الأستاذ الدكتور لحسن تاوشيخت من المغرب متخصص في الأرشيف ورقة بحث حول الأرشيف وإشكالية التاريخ الراهن، وقف على حاجة المؤرخ في عصرنا إلى الأرشيف في عالم تشدّه الأصالة والمعاصرة في النظر والعمل، وأكد على ضرورة الجمع بين الأدوات المعرفية والمنهجية والمادية القديمة والحديثة في البحث التاريخي والكتابة التاريخية، ذلك لطبيعة المؤرخ والحادثة التاريخية والتأريخ. كما شاركت تونس كذلك في هذا الملتقى، إذ مثّلها الدكتور إبراهيم محمد السعداوي الذي قدم بحثا حول أرشيف الصدور بالشمال الغربي التونسي وكتابة تاريخ الجزائر، وتميز اليوم الثاني بمشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن أبرزها مداخلة الأستاذ الدكتور الغالي غربي حول الحملة الفرنسية على الجزائر.