دعا المشاركون في الملتقى الرابع للمجاهد مسعود زقار المدعو رشيد كازا، المنظم أول أمس من طرف بلدية العلمة والأسرة الثورية، إلى ضرورة إنشاء مؤسسة تاريخية تهتم بكتابة تاريخ المجاهد كباقي الشخصيات الوطنية، خاصة وأن مسيرة هذا الرجل مليئة بالأحداث وصلت أحيانا إلى درجة المغامرة، وشددوا أيضا على أهمية إعطاء الملتقى بعده الوطني بنقله إلى العاصمة في الطبعات القادمة، مع إلزامية تظافر جهود الجميع لجمع المعطيات الكافية، من وثائق ومعلومات لكتابة حياة ومسيرة المجاهد المرحوم مسعود زقار مع توفير الضمانات القانونية لكل من يساهم في هذا المشروع الوطني. وقال الأستاذ الجامعي الدكتور أحمد عظيمي خلال تدخله، أن إنشاء مؤسسة تاريخية تتكفل بجمع المعلومات حول المجاهد مسعود زقار أمر ضروري، خاصة وأنه انفرد بخصوصيات في حياته واتسمت معظمها بالسرية، وكان كثير الحركة في مسيرته النضالية ومر بمحطات عدة، بدءا من العلمة إلى وهران ثم المغرب ودول أخرى مثل فرنسا، اسبانيا، ايطاليا وأمريكا التي قضى فيها أكبر وقته، وربما وجهات أخرى لا نعرفها. كما دعا عظيمي إلى إعطاء البعد الوطني للملتقى الذي ينظم له سنويا بمسقط رأسه مدينة العلمة، وهذا بنقله إلى الجزائر العاصمة في الطبعات القادمة، بما أن الرجل عاش من أجل الجزائر وخدم القضية الوطنية وأسندت له مهام صعبة قام بها بإخلاص. وفي كلمته حول وعده لأهالي العلمة بإنجاز كتاب حول حياة ومسيرة المجاهد مسعود زقار، قال الدكتور أحمد عظيمي وجدت صدى طيب واستعداد تام من طرف عائلة المرحوم لتزويدي بكل المعلومات الوثائق التي تحتفظ بها، لكن أثناء البدء في الكتابة تبين أن هناك جانب من مسيرته يكتنفه الغموض، نظرا للمهام السرية المسندة له في الثورة التحريرية ما بين 1954 و1962م، والمرحوم زقار أنجز لصالح الثورة عمل استخباراتي، وهذا المجال ليس سهلا لجمع المعلومات عنه. فيما خص الدكتور محيي الدين عميمور، الوزير السابق للثقافة تدخله حول ضرورة الالتزام بالتاريخ لتمكين الأجيال القادمة الحصول على المعطيات الكافية لدراسة الشخصيات السياسية والثورية، ليكتشفوا معالم القوة والضعف التي تبنى من خلالها الشخصية الجزائرية، والمجاهد زقار لم يكن حاملا لشهادات عليا من جامعات عالمية، بل هو صورة من صور العصامية الذاتية، مثل معظم قادة الثورة التحريرية ممن وقفوا في وجه أعتى قوة استعمارية عرفها العالم. وفي سياق حديثه حول أهية كتابة الأحداث التاريخية قال الدكتور عميمور، حان الأوان للخروج من التقاليد القديمة للتخلي عن أسلوب التأبين، لأن هناك ضروريات تنتظرنا تستوجب علينا استظهار حقائق تاريخية، وحرصنا على وجود زقار بيننا في هذا اليوم، هو دليل على ضرورة استكشاف ماضينا. وحث الأستاذ عبد المجيد شيخي مدير المركز الوطني للأرشيف في التدخل الثالث والأخير في هذا الملتقى أصدقاء المجاهد مسعود زقار والعارفين بمسيرته، على إيفادة المركز بكل ما يملكون من وثائق وشهادات لجمع شتات هذا الرجل مقابل ضمانات قانونية معمول بها في هذا الإطار، لأن هذا المجاهد المخلص كما قال قدم خدمات جليلة للوطن العزيز ولم ينتظر جزاء ولا شكورا، واهتمامه بالوطن في مجالات عديدة لا يمكن لأي أحد أن يتصورها. واختتم الملتقى بعرض أوبيرات مسعود زقار لأول مرة، وتكريم عائلة المجاهد وبعض الوجوه من العائلة الثورية.