أقدم العشرات من سكان ديار المحصول ببلدية المدنية، نهاية الأسبوع، على الاحتجاج وذلك بسبب تماطل الجهات المعنية في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وقد شهد الاحتجاج أعمال عنف عقب غلق المحتجين للطريق الرئيسي لحيهم. وحسب شهادات السكان ل “الجزائر نيوز"، فإن الاحتجاج الذي قام به عدد من الشبان، تسبب في حدوث مناوشات بين الشبان وقوات الأمن، الذين هددوا بمواصلة الاحتجاج إلى غاية التكفل بانشغالهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة، ومن جهة أخرى، أرجع قاطنو الحي إحتجاجاتهم المتكررة إلى الحالة المزرية التي يعيشها السكان في هذه العمارات القديمة، التي وصفوها بأقفاص العصافير، والتي -حسبهم- لا تصلح للبشر بل تصلح للحيوانات فقط، خاصة أنهم يقطنون في بيوت “ف1" و«ف2" منذ أكثر من 40 سنة أي منذ الاستقلال، أمام غياب أي مبادرة محلية للحد من تفاقم هذه الوضعية، مؤكدين في ذات السياق، أنهم ذاقوا مرارة العيش بسبب ضيق سكناتهم، فضلا عن الروائح الكريهة المنتشرة من أقبية بناياتهم، ناهيك عن انعدام الحمامات ما يجعلهم مجبرين على استخدام المراحيض كحمامات وهو ما لم يتقبله السكان. وعلاوة على هذا، أضاف قاطنو المنطقة إن معاناتهم مستمرة على مر الزمان، ففي فصل الصيف يجدون صعوبة في النوم بسبب الضيق وإنتشار الحشرات والبعوض بسبب الأقبية الممتلئة بالمياه الملوثة، ومعاناة أخرى يتكبدونها كل ما حل عليهم موسم الشتاء، وذلك بسبب التشققات والانهيارات الجزئية التي أجبرت بعض السكان على ترميم بعضها وإخلاء بعضها، إضافة إلى مشكل تساقط الأمطار الذي أصبح يتخلل جدران بيوتهم المهترئة التي تصدعت، مما يتسبب لهم في عديد المرات في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، كما أضاف ذات المتحدثون إنهم جد مستاءين وممتعضين من الوعود الكاذبة التي تعاد على مسامعهم في كل عملية إحصاء تقوم بها الجهات المختصة بإحصاء السكنات، مضيفين إنه قد تم إبلاغهم بالترحيل مطلع السنة الجارية، لكنهم لم يروا شيئا من هذا القبيل ومصيرهم قد أصبح في تعداد خطر إنهيار المباني على رؤوسهم في أية لحظة. ضرورة الاستعجال في ترحيل سكان ديار المحصول بالمدنية، أصبحت مطلبا جماعيا لديهم، لاسيما وأنهم ناشدوا المصالح المعنية الإسراع في إتخاذ التدابير اللازمة لانتشالهم من الوضعية التي يعيشونها منذ أمد بعيد.