أكدت الروائية زهرة ديك في حوار مع ''الجزائر نيوز''، أول أمس، على هامش البيع بالإهداء لروايتها الجديدة ''قليل من العيب يكفي'' بمكتبة ''القرطاسية'' بالعاصمة، أن المبدع الجزائري أكل الضرب بدلا من أن يُشجع على إبداعاته الجريئة، وأضافت بأن المجتمع الجزائري يعيش في زمن العيب بكل أشكاله· كيف تقدم زهرة ديك ''قليل من العيب يكفي'' في سطور؟ ''قليل من العيب يكفي''، رواية تدور أحداثها أساسا حول أربعة أشخاص غريبي الأطوار، تتوسطهم شخصية ''بهتة''، ذلك الإنسان المملوء بالانتكاسات والخيبات، وهو يناضل في يومياته من أجل أن يعرف لماذا هو محطم، وهو الشخصية التي يعيبها عقلها وتفكيرها في الرواية ويختار أن يحتمي بنوع من الجنون، وقد ركزت في روايتي على نفسية الإنسان الجزائري وأنا مريضة لمرضه· ما سر عنوان الرواية؟ أميل كثيرا إلى العناوين الجريئة في رواياتي، وقد وضعت لهذه الرواية في البداية عنوان ''يحيا العيب''، لكن الناشر تخوف من هذا العنوان فغيّرته، لكن يبقى العنوان جريئا، وقد مارست في الرواية كل ما هو جنوني ولم أتمكن من القيام به في الواقع· وما هي رسالتك من خلالها؟ لقد أحببت من خلال رواية ''قليل من العيب يكفي'' أن أصل إلى ذلك الشيء الذي يسرق فرحة الإنسان الجزائري ويجعل علاقاته غريبة مع نفسه ومع غيره ومع وطنه، كما أردت أن أكشف عن الوجه الآخر للشخص الجزائري من خلال التطرق إلى نفسيته وكل ما هو خفي كما كان الحال بالنسبة للروايتين السابقتين ''بين فكي وطن'' و ''في الجبة لا أحد'' التي تناولت فيها موضوع الصراع الداخلي للفرد· ما هو العيب في نظر زهرة ديك؟ العيب ليس بالمعنى المتداول في المجتمع الجزائري، وإنما العيب كل ما هو آفة، ونحن في زمن العيب نجد مجتمعنا مليئا بالعيب الاقتصادي والعيب السياسي والعيب الاجتماعي كما هو مليء بكل المتناقضات من حزن وفرح وأمل ويأس وضحك وبكاء وغيرها من المتضادات التي تملأ نفسية المواطن الجزائري· كيف تنظرين إلى الرقابة على الإبداع ،خصوصا وأن روايتك تطرقت إلى العديد من الطابوهات؟ روايتي مليئة بالعديد من الطابوهات، وقد قمت من خلالها بما لم أتمكن من القيام به في الواقع، وهنا يمكن أن يظهر الإبداع في التطرق إلى مواضيع جنونية وجريئة، ولكني أتأسف لحال الإبداع في الجزائر، فالمبدع الجزائري أكل الضرب بدلا من أن يُشجع على عمله الإبداعي·