كشفت الروائية زهرة ديك أن روايتها الجديدة ''قليل من العيب يكفي'' الصادرة مؤخرا عن منشورات بغدادي ليست إسقاطا لتجربتها الشخصية، وإن احتوت على قليل من الذاتية. مؤكدة أن العمل الجديد الذي وصفته بالمغامرة والجرأة ركزت فيه على ما أسمته بالعيب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وليس العيب بمفهومه العامي. وقالت ديك خلال إشرافها على البيع بالإهداء لروايتها ''قليل من العيب يكفي '' بمكتبة القرطاسية بشارع عميروش بالجزائر العاصمة إنها مهووسة بالإنسان الجزائري الذي يبحث عن شيء سرق منه عن فرحته وسعادته، مما جعله يعيش حالة غريبة مع وطنه ومع الغير. هذا الإنسان جعلته زهرة ديك بطل روايتها الجديدة التي بحثت من خلالها عن أغوار هذا الجزائري المملوءة بالطابوهات والعيب تضيف صاحبة الرواية. وأكدت الروائية أن العيب الذي تقصده في روايتها ليس العيب الذي يفهمه عامة الناس وإنما الظلم والحڤرة والفشل والعزل والفقر والحرمان والاضطهاد الذي يعيشه الجزائري خاصة والمواطن العربي بصفة عامة. ولعل أهم ما يلفت الانتباه ويشد القارئ في هذا العمل الجديد للإعلامية والروائية زهرة ديك، وككل مرة مع باقي رواياتها، العنوان الذي أرادت من خلاله أن تعكس الغرائبية الموجودة في القصة. وفي توضيحها لسبب اختيارها عناوين مثيرة لأعمالها الأدبية ''قليل من العيب يكفي'' والشأن نفسه بالنسبة لروايتيها السابقتين ''بين فكي وطن'' و''في الجبة لا أحد''، قالت زهرة ديك إنها تعطي أهمية كبيرة للعنوان كونه يعكس محتوى ووجه الكتاب الذي تقدمه للقارئ، وأن العنوان الغامض هو ما يثير فضول القارئ وقد يدفعه ذلك لاقتنائه. وأشارت صاحبة الرواية إلى أن عملها الجديد اختارت له عدة عناوين منها...''العيب المقدس''، ''العيب الأرجواني''، ''يحيا العيب'' قبل أن تستقر على ''قليل من العيب يكفي''. للتذكير فإن رواية '' قليل من العيب يكفي'' تعد ثالث عمل روائي للكاتبة الإعلامية زهرة ديك بعد ''في الجبة لا أحد'' و''بين فكي وطن''. صدرت الرواية الجديدة في 352 صفحة وأربعين فصلا يكشف عن صرخة من أعماق الضمير البشري الساخر من واقع المجتمع الجزائري الذي كثيرا ما يجمع بين المتناقضات، ليكشف في الوقت ذاته عن هوية النفس البشرية واختلافها من مكان إلى آخر، لتعج الرواية بالحياة والتفاصيل التي تصنع مصير أبطالها على الطريقة الجزائرية الخاصة. وتعد زهرة ديك إعلامية وروائية متميزة.. قضت ما ينيف عن ربع قرن في وكالة الأنباء الجزائرية، حاليا تشرف على الموعد الأدبي بيومية ''الحوار''، وهو فضاء للثقافة والإبداع الأدبي، استطاعت بخبرتها، وبحسّها الأدبي الإبداعي، وبصماتها المتميزة على هذا الفضاء أن تستقطب إليه الكثير من الكُتّاب والمبدعين الجزائريين.