لست أدري لماذا لا أملك ذلك التفاؤل الذي أقرأه على وجوه بعض المطبلين والمزمرين في الساحة السياسية والذين زادوا فرحا للنتائج التي أفرزتها مهزلة الانتخابات المحلية الأخيرة والتي تسببت في عمى سياسي وخالوطة لا نعرف رأسها من رجليها. البعض بدأ يرقص على أنغام العهدة الرابعة من منطلق معطيات لا يعرفها سواه من أمثال بلخادم وعمارة بن يونس وغيرهما ولست أفهم كيف يقفز هؤلاء وينُطون على حبل السياسة بهذه الخفة والسلاسة التي تظهر أنهم يمارسونها من أجل حماية مصالحهم التي يمكن أن تسقط بسقوط الحاكم. ولست أفهم الدور الذي رُسم لغول الذي تغوّل لمدة معينة ثم هاهو يدخل الغار ويخطط لأشياء جديدة بعد أن فاحت فضائحه وخرجت للعلن، وهو الذي كثيرا ما لمّح لكونه الرئيس القادم لا محالة. هل ترون كيف تزداد الصورة قتامه وتتخلط من يوم لآخر خاصة عندما يبدأ كلام الطروطوارات السياسية يفعل فعلته في المجالس الخاصة والعامة وتصبح عهدة بوتفليقة الرابعة هي الخبز والماء للطماعين والطامحين الذين يتصيدون أي فكرة تجعلهم يعيشون أكثر على ظهر الدولة. هذه الدولة التي أصبحت تجمع بين سلطة تقول ما لا تفعل وبين أشخاص يفعلون ما يقولون حتى لا يسقطوا من الغربال الذي يجمع كل هؤلاء الانتهازيين، الذين لا يستطيعون بأي شكل من الأشكال الانسحاب من الساحة بعد انتهاء أدوارهم الورقية التي جعلتهم يستوزرون في الحكومة مرة ويترأسون الأحزاب مراتا أخرى. الوضع قاتم ولا أدري من أين يشتري هؤلاء كل هذا التفاؤل، نسيت أن كل شيء أصبح يباع ويشترى حتى “الخرطي".