يرى مصطفى السبع مستشار في كرة القدم والمدرب الحالي لاتحاد خنشلة أن المستوى العام للبطولة لم يتعد درجة المتوسط بحكم المردود المتذبذب، وغياب التنافس وبروز المشاكل الإدارية والتقنية التي فجرت الأوضاع داخل الأندية. يمكنني القول إن المستوى العام لم يتعد درجة المتوسط على العموم، فيما كانت بعض المقابلات ضعيفة تماما، كما أن نسق اللعب قد ارتفع في بعض الداربيات بفعل طابعها الساخن ونكهتها المعتادة، غير أن ذلك لا يعني بتاتا بأن الجانب التقني قد ارتفع إيقاعه، وهو ما يجعلني أقول إن المردود الإجمالي لجل الأندية كان متواضعا جدا. الحقيقة التي لا يمكننا تجاهلها هو أن أندية القسمين الأول كما الثاني لم تتأقلم بعد مع التسيير الاحترافي، إذ وبعد مرور ثلاث سنوات على بداية تطبيقه، ما تزال الأندية تعاني خاصة من الضائقة المالية، وهو ما أثر نوعا ما على تركيزها، حيث عاشت الأندية مشاكل تنظيمية كبيرة وخلافات إدارية دون تحقيق الاستقرار. وفي جانب آخر يمكنني الإشارة إلى أن جل الأندية ما فتئت خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ تطبيق الاحتراف، تغير لاعبيها مما نتج عنه تذبذب في النتائج، بسبب نقص الانسجام وصعوبة تأقلم عناصر الفريق مع بعضها البعض. كما أن عدم استقرار الطواقم الفنية لجل الأندية ساهم بقسط كبير في تردي نتائجها، وفي هذا المجال فإن السواد الأعظم من الأندية غيّر مدربيه، وهناك أندية استهلكت لحد الآن أكثر من مدربين خلال مرحلة الذهاب، وهو أمر لا يساعد تماما على استقرار النتائج ومنهجية العمل التقني. وإذا أضفنا الاضطرابات التي عرفها التنظيم الإداري داخل بعض الأندية مثل مولودية الجزائر، مولودية وهران أمكن الوصول إلى حقيقة وهي أن كل هذه التموجات التي عرفتها الأندية لم تكن لتساعد على ارتفاع نسق اللعب الفردي أو الجماعي، حيث لاحظنا نقصا فادحا في التركيز والصرامة في العمل، وهي عوامل لم تساعد تماما جل الأندية على الظهور بشكل مقبول. كما سبق لي أن قلت فإن الخلافات الداخلية والاضطرابات التقنية التي عرفتها بعض الأندية أثرت بشكل مباشر على مردودها، في هذا الإطار يمكننا أخذ ما حدث لنادي شبيبة القبائل كعينة، الذي عاش مرحلة صعبة جدا مما انعكس على الحياة اليومية للنادي الذي لعب بعض المقابلات بدون روح، وكذلك الشأن بالنسبة لنادي مولودية الجزائر الذي عاش أوضاعا كارثية ومشاكل تنظيمية معقدة جدا، مما جعله في حالة غير مستقرة من جميع الجوانب. وفي جانب آخر أقول كذلك إن عدم استقرار الطواقم الفنية في هذه الأندية زاد الطين بلة وخير دليل على ذلك ما حدث لنادي شبيبة القبائل الذي استبدل عدة مدربين منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي. وهناك نقطة أخرى لعبت دورها في محدودية عطاء هذه الأندية ويتعلق الأمر بالتغييرات المستمرة للاعبين مما أفقدها توازن خطوطها. أعتقد بأن الجانب المالي هو الذي أثّر في أندية الغرب الجزائري والأمر لا يتعلق فقط بالفرق التي تنتمي إلى بطولة القسم الأول بل كذلك التي تنشط في القسم الثاني، حيث أنها لم تستطع التأقلم مع النمط الاحترافي، وما زاد من معاناتها هو أن قانون تسيير الاحتراف غير واضح ومعروف، وبالتالي فإن الانتقال من نمط الهواة إلى الاحتراف ما يزال غامضا، وقد أثر هذا الوضع على الجوانب التقنية والفنية. وإذا اعتبرنا أن الفريق الوحيد الذي دخل فعلا عهد الاحتراف هو اتحاد العاصمة الذي يملك اليوم أحسن اللاعبين، لكنه مع الأسف لم يكشف لحد الآن عن مستوى لائق، وبقيت الأسماء الكبيرة التي انتدبها على الورق فقط. دون تردد أقول إن الوفاق السطايفي فاز باللقب الشتوي عن جدارة واستحقاق، وأظن أن فوز هذا الفريق بالثنائية (البطولة والكأس) خلال الموسم الماضي أعطى ثقة كبيرة للاعبيه الذين أدوا مشوارا مقبولا وجيدا لحد الآن، وبالمناسبة فقد تدعم الفريق بعدة شبان من الأمال. وفي نفس السياق بودي الإشارة إلى المشوار الطيب الذي أداه نادي شبيبة بجاية الذي اعتمد في تشكيلته على 5 شبان صعدوا من صنف الأمال وتأقلموا مع الأكابر، وبالتالي أقول إن الفريق الذي يملك لاعبين كبار على الورق لن يكون بالضرورة هو الأحسن في البطولة. إذا كانت هناك عوامل ساهمت بشكل كبير في تألق اتحاد الحراش، فهي بدون شك تتلخص في الاستقرار الذي عرفته العارضة التقنية بتواجد مدرب على رأسه منذ 5 سنوات، بالإضافة إلى الإستقرار الإداري وكذا تواجد كوكبة من اللاعبين أتت من فرق صغيرة، ويبقى سر نجاح هذا الفريق هو العمل والمنهجية الصحيحة التي اعتمدها مسيروه وطاقمه التقني. من دون شك سيشتد التنافس بين أندية وفاق سطيف، شبيبة بجاية، اتحاد الحراش واتحاد الجزائر من أجل الفوز باللقب، وستزيد مشاركة بعض الأندية في المنافسات الإفريقية القادمة في ارتفاع إيقاع لعبها.